نجيب الأسد / احتضنت مدينة اسطنبول هذا الأسبوع ،ندوة دولية حول حقوق المرأة،تحت شعار " تمكين النساء في سياق متغير في جنوب المتوسط وأوروبا" وشاركت فيها عدة نساء من منطقة جنوب المتوسط وأوروبا، وناقش المشاركون في ندوة إسطنبول هذه التي انتهت أشغالها الثلاثاء المنصرم والتي نظمها مركز شمال- جنوب، التابع لمجلس أوروبا والجمعية الوطنية التركية الكبرى والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا: الدور السياسي والسوسيو- اقتصادي للنساء، إذ ارتكزت الندوة على شهادات وتجارب نساء من مختلف المشارب وعرضت(الندوة) لمواضيع متعددة تهم على الخصوص " النساء والإعلام" و" محاربة العنف ضد النساء" و"النساء وروح المقاولة" مع تسليط الضوء على الأدوات الخاصة لمجلس أوروبا من قبيل اتفاقية مجلس أوروبا حول الوقاية ومحاربة العنف ضد النساء والعنف المنزلي. وفي هذا اللقاء اعتبرت التجربة النسائية المغربية رائدة. إذ افادت السيدة "نزهة حياط "رئيسة نادي النساء المتصرفات بالمغرب والتي عينت سنة 2007 عضوا بالمجلس المديري للشركة العامة المغربية للأبناكحيث قالت أنها استفادت من بيئة ثقافية وتربوية ملائمة في ظل الإصلاحات الكبرى التي تم إطلاقها في المملكة مضيفة أن قطاع الخدمات لا سيما البنوك يضم نساء استطعن تطوير مسارهن المهني .ومع ذلك اعتبرت أنه رغم التقدم المهم الذي حققه المغرب والذي جعل منه "حالة خاصة" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيافإنه ما زال هناك عمل كثير ينبغي القيام به في مجال النهوض بحقوق المرأة مشددة على أنه يجب مواصلة النضال حتى تتولى النساء مزيدا من مراكز القرار في عالم الاقتصاد والمال.من جهة أخرى أكدت رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة السيدة "فوزية العسولي" في مداخلتها حول موضوع محاربة العنف ضد النساء أن المغرب يتوفر على حركة نسائية ذات تجربة كبيرة وتشكل قوة اقتراحية مهمة.وتابعت كلامها مشيدة بالدعم المتواصل الذي ما فتئ يقوم به صاحب جلالة الملك محمد السادس لهذه الحركةمؤكدة بدورها،أن المغرب قد خطا خطوات جريئة و مهمة في مجال النهوض بحقوق المرأة; لكن بالرغم من هذا كله فما زال هناك الكثير مما ينبغي القيام به من أجل تعزيز هذه الحقوق وتحسين وضعية المرأة المغربية.وتابعت السيدة "العسولي" بأن المغرب الذي قام بمأسسة المساواة بين المرأة والرجل وصار ملتزما في هذا الباب ،باحترام الحقوق العالمية في شموليتها نابذا التمييز وفرض آليات لمحاربته في إطار تكريس مبدأ المساواة وركزت السيدة"العسولي" على أهمية وضع قانون إطار لمكافحة العنف ضد النساء وهيئة للمناصفة ومكافحة جميع أشكال التمييز باعتبارها آلية أساسية لتغيير العقليات والممارسات.وكذلك في نفس السياق أكدت سفيرة المغرب بلشبونة ورئيسة جمعية "أصوات نسائية" السيدة "كريمة بنيعيش" أن المغرب جعل قضية النهوض بوضعية المرأة في صلب اختياراته الاستراتيجية للتنمية ومن الأولويات الكبرى ،وقد فسرت أن "هذا الطموح تولد عن إدراك لدور النساء في التنمية. ويترجم عزم بلد بأكمله بقيادة جلالة الملك محمد السادس على تقوية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتقوية الالتزام الدولي للمغرب لفائدة مقاربة النوع".واستحضرت السيدة بنيعيش في هذا السياق; عددا من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أطلقها المغرب والتي تبرز الالتزام الأكيد للمملكة باستراتيجية وطنية تروم تقليص الفوارق بين الجنسين سواء في مجال ولوج الموارد أو الفرص الاقتصادية أو في ما يتعلق بالحضور والتمثيلية السياسية.