من الأمثال المتوارثة في ثقافتنا الشعبية ، مثل يحمل دلالة عميقة ،استطاع أن يقهر الزمن ويضمن استمراريته ، قال أجدادنا: " طاحت الصمعة علقوا الحجام" دلالة المثل هي البحث عن كبش الفداء وإخفاء الأسباب الحقيقية لنازلة أو حادثة ما ،فعلا " طاحت الصمعة" بمدينة مكناس وكانت حقيقية وليست مجازية والدليل أنها خلفت واحدا و أربعين قتيلا وما يناهز الثمانين جريحا منهم من لازال في حالة الخطر ،كعادتنا بحثنا عن "الحجام" لنحمله المسؤولية فورد على لسان وزير الأوقاف أن المسؤول الوحيد عن الكارثة هو سوء الأحوال الجوية و خاصة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على صومعة مدينة مكناس، وبما أننا لا يمكن أن نرفع دعوى ضد الأمطار فما علينا إلا أن نترحم على شهداء الصومعة أو شهداء التسيب و اللامبالاة . عدد الضحايا كبير ،يستلزم البحث عن "حجام" آخر يمكن أن يمثل أمام المحكمة وكان من المفروض أن يقدم وزير الأوقاف تفسيرا منطقيا ومقبولا و كان من المفروض أيضا أن يقدم استقالته لأنه إلى جانب وزير الداخلية يتحملان مسؤولية ما وقع ، زيارته لمكان الحادث لا دلالة لها و لم تهدئ من غضب السكان و أهالي الضحايا التي وعدتهم وزارة العدل بالبحث عن سبل قانونية لتعويضهم ، عن ماذا ستعوضهم ؟ و كيف ؟ و هل الصوامع و المساجد المغربية تخضع لقوانين التأمين ؟ أم هل سيضطر وزير الأوقاف إلى التفكير في مدونة الصوامع و المساجد الآيلة للسقوط و ما أكثرها؟ سعادة الوزير غيب حقائق و أخفى بعض " الحجامين " لم يقل للمواطنين أن المسجد خضع للترميم سنة 2008 كلف مئات الملايين ، فكيف نالت الإمطار من مسجد التهم ميزانية ضخمة؟ وكيف سقطت صومعة على المصلين أخذت نصيبها من الإصلاحات ؟ لم يتكلم السيد الوزير عن الحريق الذي أتى على معمل النجارة المتواجد أسفل الصومعة ،و تمت الاستهانة به على الرغم من أنه تسبب في حرق مجموعة من الأعمدة التي كانت تعتمد عليها الصومعة. في انتظار تأمين حوالي 1000 مسجد و ترميم العتيقة منها على المصلين المغاربة أن يتحسسوا صوامع مساجدهم قبل أداء أية صلاة .