بعد الفضيحة التي تفجرت عقب مشاركة مغاربة ضمن الوفد البحريني في منافسات الألعاب الآسيوية وفوزهم بالذهب والفضة والنحاس، انتظر الرأي العام المغربي تحرك الجهات المعنية، لتوضيح حقيقة الأمر وتحديد المسؤوليات، لكن وكما يحدث في الغالب، التف أصحاب القرار على الموضوع، وبحثوا عن كبش فداء ليحملوه تبعات الموضوع ولم يجدوا سوى خالد بولامي، مدرب فريق البحرين للعدو. لم يكن بلاغ اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون ألعاب القوى ليشفي غليل المهتمين والمتتبعين، فكل ما وصلت إليه اللجنة هو مطالبة الوزارة الوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة خالد بولامي إلى عمله بالوزارة، وإلا سيتم فصله عن العمل بدعوى غيابه المتعمد، شيء جميل أن تتحرك اللجنة لتضع النقط فوق الحروف، لكن هل خالد بولامي هو المسؤول عن تجنيس العدائين المغاربة، ولماذا يحاول هؤلاء تحميله ذنب مافيا خطيرة وجدت في تجارة الأقدام مجالا خصبا لربح الأموال؟ إن العارفين بما يجري داخل كواليس اللجنة العجيبة يؤكدون أن الفوضى ضاربة أطنابها هناك. وأن عددا من أعضائها لا علم لهم بما يدور في الخفاء، بل إن أحد هؤلاء صرح ودون حياء، أن الأمر كله يهم عداء واحدا ذهب إلى البحرين قصد الدراسة، وأن كل ما قيل مجرد شائعات مع أن الأخبار تفيد وجود عملية منظمة حصل من خلالها البعض على منافع مهمة وساعات ذهبية، وأحدهم تلقى هدية ثمينة تقول بعض المصادر أنها عبارة عن فيلا بالعاصمة الإدارية، وكل هذا يتم دون علم أعضاء اللجنة المؤقتة. الدولة المغربية في خدمة أبطال ألعاب القوى لقد أوصى بلاغ لجنة أوزال الذي لا نعرف هل هو رسمي أم لا، بضرورة الضغط على بولامي لمباشرة عمله داخل وزارة لا يزورها إلا إذا كان له غرض ما، بل لا يعرف حتى طبيعة العمل الموكول إليه، فهو كغيره من زملائه أنعمت عليهم الدولة المغربية بوظائف وهمية ويحصلون على مرتبات وتقاعد وغيرها من الامتيازات، وهي نعمة تقتصر غالبا على أبطال أم الألعاب سواء الموجودين بالمغرب، أو خارجه. وربما حتى والمجنسين منهم لا يزالون يتمتعون بمرتباتهم داخل وزارة الشبيبة والرياضة، فسعيد عويطة ونوال المتوكل ونزهة بيدوان وابراهيم بولامي وخالد بولامي وحيسو صلاح ومولاي ابراهيم بوطيب والمحجوب حيدا وعبد القادر مواعزيز وغيرهم من العدائين يستفيدون من مراكز تتراوح بين السلم الثامن والعاشر، وهو امتياز حازوه منذ سنوات خلت بدعوى أنهم يرفعون راية البلد ولابد أن نضمن لهم مستقبلهم المهني، والسؤال المطروح لماذا يقتصر الأمر على العدائين الذين راكم بعضهم الثروات، مع أن هناك أبطال في رياضات أخرى لا يجدون حتي ما يسدوا به الرمق، لماذا أنعمت الدولة المغربية على هشام الكروج بالضيعات والرخص من كل الألوان، وأعطت لزملائه الوظائف والامتيازات، وحرمت بطلا مثل عادل القنيفلي من حقوقه، رغم ظروفه المادية الصعبة، والأمر نفسه ينطبق على رياضيين آخرين يعيشون ظروفا صعبة، وبعضهم يتسول لقمة العيش. إننا لسنا ضد أن يستفيد الرياضيون، لكننا نرفض أسلوب الكيل بمكيالين. فالكل يحمل هم الوطن ويتمنى رفع العلم الوطني، وعلى وزارة الشبيبة والرياضة أن تفهم شيئا أساسيا، وهو أن أموال الدولة وممتلكات الدولة هي ملك لجميع المغاربة، وكما استفاد الكروج وبيدوان وبولامي يجب أن يستفيد الآخرون، فلا فرق بين زيد وعمر إلا بالتقوى.