من اجل إنزال الآباء و الأمهات منزلتهم،بعون الله و توفيقه./المؤمن بالله ،و كتبه، و رسله ، و ملائكته، و اليوم الآخر ، و القدر خيره و شره ، المطلع على الصورة، رفقته ،و الخطاب، موضوع الحوار بين الأم وولدها الذي اختار أن يسلمها إلى دار العجزة لابد أن ينكر هذه المعاملة المنهي عنها شرعا ، و يشفق على هذا الابن الجاهل ، الذي يحسب انه يحسن صنعا، من خزي سيذوقه ، وسيتجرع مرارته في الدنيا، و عذاب عند الموت و عقاب اليم في الآخرة،و يتمنى أن لا تستهلك هذه البدعة الغريبة أي احد غيره ، أي كان ، و حيث كان،و ينتظر أن يبر الأبناء و البنات ،عندهم آباءا و امهات يحبونهم من المهد إلى اللحد ، رعوهم، و ربوهم ،و بروهم، عندهم برا لن يستطيعوا مهما حاولوا أن يردوا حتى قدرا قليلا منه ،عاملين بقوله عز و جل:وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 23 و 24 الإسراء ،ٍ و مستنيرين بما يقرأ في كتب ورثة الأنبياء من أن خاتم النبيين ،و المصدق بهم ،والمبعوث متمما لما جاءوا به ،و راضيا للبشرية جمعاء الله ربا و الإسلام دينا،و القرآن إماما ،محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيما رو ى عن ربه أن الله تعالى يأمر مناديا ينادي أبناء و بنات الأم التي تموت قائلا :أن ماتت التي كنا نكرمك بها ؛فالآن أكرم نفسك،و قال أيضا رغم أنفه ثلاثا ،أي مسحوب على وجهه و أنفه في النار ،قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما و لم يدخل بهما الجنة،و قال : الجنة تحت أقدام الامهات :أي ببرهن . و ليعلم من يسلمون آباءهم و أمهاتهم إلى دار العجزة معتقدين أن هذه المؤسسات ،إنما أنشئت لبر هذه الفئة الاجتماعية الغالية ، بأن الهدف الرئيس من إحداث جل هذه الدور هو التجارة و الاستثمار في البشر في هذا السن الحساس .و الله المستعان.