كتب : أ.محمد وحيد عوض / مدرب إعلامي دولي معتمد هناك عبر البوابة الافتراضية في الشبكة العنكبوتية وبموقع التواصل الاجتماعي تحديداً بين فئة الفيسبوكيين، وضعت مشاركة بعدد من الكلمات بدأت بتساؤل ومن ثم انسحبت بهدوء تاركاً للمشاركين المساحة الكافية من التعليقات والتعقيبات حول ذلك السؤال الذي تمحور في " ماذا لو وجد قانون من أين لك هذا " . لا أنكر أنه واجهتني العديد من الانتقادات وربما الاستهتار من أحدهم هنا وهناك، وكما استوقفتني بعض الردود التي كنت اتابعها وكانت فحواها بقول أحدهم " إن كنت تؤمن بالقدر فدع تفسير الأمور جانباً " وقال آخر ساخراً " إن طُبِق هذا القانون سترى كل مجتمعنا في السجون "، وحمل العديد من المتابعين أن الوضع السياسي القائم والانقسام الفلسطيني له الأثر الكبير في جعل خارطة المجتمع الفلسطيني تتماوج داخلياً وخارجياً دون وضوح لأي من معالمها . قاتلة هي تلك التساؤلات التي لم أجد لها إجابة في أي معجم أو أي قاموس وطني فلسطيني، والحقيقة التي أبكتني أن كل المتابعين يرون أن هذا القانون سيتم تطبيقه بحال (حلم إبليس بدخول الجنة) بحسب تعبير أحد المتابعين عبر الفيسبوك، حقاً ما أسعد العدالة الإلهية التي يسمو إليها ديننا الإسلامي الحنيف وما أجمل تلك العبارات التي تناثرت من بين شفاه طبيب قلوبنا عندما أوصانا بالعدل وصون الأمانة وإعطاء الحق إلى أهله بقوله (خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) . من أين لك هذا .. كلمات بسيطة فحواها الكثير من التساؤلات ماذا لو تم تطبيقها .. !! سمعت كثيراً أن فلاناً بقدرة قادر قد أصبح يتملك سيارة وآخر يقول أنه يمتلك عقاراً، ويفيد ح.ن أن لديه إحدى الأشخاص المجاورين أنه اليوم يمتلك سيارة موديل 2012 واشترى منزلاً قبل فترة بسيطة وكلها لا تتعدى السنة، وقال ضاحكاً يبدو أن الدنيا بدئت تمطر على أحدهم عدداً من آلاف الدولارات لأمازحه قائلاً وأنت لماذا لم تمطر عليك مثله .. فقال لأني لست ذلك الشخص أو من فكره وانتماءه، وأفادت الزميلة خ.س أن عمها في الضفة الفلسطينية امتلك فجأة عدداً من العقارات وبدء مستواه المالي يرتفع بطريقة تفجع كل من حوله تاركين تساؤلات من أين له كل هذا . م.ن عندما وضعت تساؤلي على الفيسبوك أخبرني متعجباً ومن أين لك هذا السؤال، ليعلق بعدها م.ع ليستوقف أن وضعنا قد غرق في الفساد وغسيل الأموال وأنه من الصعب تطبيقه لأننا أصبحنا نعيش على هذه الحال، ليقاطعه م.ا قائلاً وكيف تصبح البلد نظيفة من المفسدين وكل ذلك على سبيل السخرية من الوضع القائم، لتخبرنا ن.د أن هذا القانون لو تم تطبيقه لتم تنفيذه على البسطاء ويبقى الحال على ما هو عليه لينتهي بنفس التساؤل . أحد المفكرين أعجبتني كلماته نقلاً عن أحد المتابعين قائلاً ( قبل أن تشير إلى قذارة الناس، نظِف أصبعك الذي تشير به من القذارة نفسها ) قاصداً بذلك أن نبدأ بداخلنا وأنفسنا ومن ثم ننطلق للمجتمع لنشكل رئياً عاماً ضاغطاً على أصحاب القرار وصناعه، ولكن ضعفت عندما أخبرني ص.ع عندما وضع لافتة عريضة مكتوب عليها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر. تلك التساؤلات ستنتهي لك عزيزي القارئ .. ماذا لو وجد قانون من أين لك هذا .. !!