ذكر الأستاذ عبد الله يحيى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور في إفتتاحية العدد رقم 16 من نشرة الانفتاح الإخبارية التي تصدر عن النيابة الإقليمية للوزارة أنه على إثر عمليات الاعتداء التي استهدفت بعض المؤسسات التعليمية من طرف بعض الجانحين، قد عاين خلال تواصله مع السادة الأساتذة وآباء التلاميذ حالة من القلق الناشئ عن هذا الاعتداء، والتي تؤثر على الاستقرار النفسي والمهني للأساتذة. كما أن الجهود، يضيف عبد الله يحيى، التي تبذلها النيابة لدى السلطات الأمنية في سبيل توفير الأمن وضمان السلامة للعاملين في القطاع وكذا التلاميذ، تلقى استجابة مشكورة من طرف هذه السلطات التي تبذل وسعها في سبيل ضمان الحماية اللازمة للمؤسسات التعليمية والعاملين بها وللتلاميذ. والحق، يضيف عبد الله يحيى، أن العمل الجبار الذي يقوم به رجال الشرطة والدرك والقوات المساعدة والسلطات المحلية في سبيل تأمين الظروف الملائمة للعملية التعليمية حتى تؤدي وظيفتها في أجواء آمنة، قد أعطى نتائج هامة؛ إلا أنه لا ينبغي الاكتفاء بالوقوف عند هذه النتائج، فمواجهة الظاهرة ومحاصرتها تتطلب تعاون جميع الأطراف من إدارة تربوية، وآباء، وأساتذة، وسلطات أمنية، ومجتمع مدني. ولا يخفى على الجميع، يستطرد عبد الله يحيى، الدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة والمؤسسة التربوية في محاربة ظاهرة الجنوح، والتي تنشأ عن عدم انتظام الفرد ضمن مسالك الحياة الاجتماعية القويمة. فالتعليم على النظام والتدريب على الانضباط يبدأ بالبيت، حيث يتعلم الطفل كيف ينتظم ضمن أطر سلوكية معينة، وكيف ينظم حياته ويقاوم نزعاته الانفعالية ويضبطها؛ ثم التربية المدرسية بما تفرضه الحياة فيها من نظام وتنظيم يلتزم به التلميذ ويتدرب عليه، فضلا عما يمكن للمدرسة أن تقوم به في تضمين أنشطتها دروسا عن الوقاية من الانحراف والإجرام تصب في قناة الوقاية من السلوك المنحرف عن طريق تلقين المبادئ السلوكية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .وهذا إلى جانب أدوار رجال الأمن والقضاء، والمتمثلة في الإسهام إلى حد بعيد في تشييد نظام وقائي شخصي وجماعي قائم على أسس واضحة وثابتة في التصدي للجريمة والانحراف، ويؤسس لمجتمع ينعم فيه أفراده بالأمن والسلم والسكينة. ويختتم الأستاذ عبد الله يحيى بدعوة كل مكونات المجتمع المدرسي إلى المساهمة في محاربة الجنوح، وتربية الأطفال على الانضباط وعلى احترام القانون، وعلى قيم التسامح. ويغتنم هذه المناسبة ليجدد شكره وثناءه لكل العاملين في الأجهزة الأمنية على تضحياتهم الجسيمة، وحرصهم الدؤوب على العناية بالمؤسسات التعليمية والعاملين بها وتلاميذها.