أشعل البوعزيزي النار في جسده و أشعل معه الثورة في تونس فامتدت إلى مصر و اليمن و سوريا لكنه كان وبالا على ساكنة مدينة وجدة و وضع حدا للمثل العربي القائل :"مصائب قوم عند قوم فوائد "لأن البوعزيزي أشعل بمدينة وجدة نار الفوضى و التسيب و خرق القانون حيث تناسل الباعة المتجولون و تناسلت معهم العربات المجرورة و المدفوعة و الثابتة ... كل بائع متجول أصبح ينظر إلى نفسه على أنه مشروع ثورة جارفة و قد فهمت السلطات المحلية الرسالة غير المشفرة و تركت الحبل على الغارب بل ضمنت لهم ححماية مقربة و تحول رجال الأمن و المخزن إلى حراس شخصيين يسهرون على راحة و طمأنينة الباعة المتجولين إلى درجة أن الكثير من الباعة لم يعودوا يقدمون الإتاوات التي كانت مفروضة عليهم قبل ثورة البوعزيزي من هنا نخلص إلى النتيجة التالية إذا كان البوعزيزي قد حرر تونس من الطاغية فإنه قد حرر الباعة المتجولين من الإتاوات و تعنت و عنف السلطة لكن هذه الحرية أدت إلى احتلال الطرقات و الشوارع و محاصرة الدور و المنازل و التسبب في عرقلة السير أرقت الساكنة التي أصيبت بحالة اكتئاب عميق فأصبح ينظر إلى المستقبل بعين التشاؤم و هكذا ينتظر سكان مدينة وجدة أن يظهر بزعزيزي جديد من السلطة يحرق نفسه ليحرر الساكنة من العربات والحمير .