شكرا لكم أيها "الوطنيون" من الدرجة الصفر! تفننتم في العبث بالوطن والتنكيل بالمواطنين وخبزهم، لم يشهد تاريخ الوطن خداما أوفى منكم للمخزن والدوائر الاستعمارية العالمية. شكرا على حملاتكم الشعواء ضد العقلانية والفنون الراقية، ونشركم للابتذال وتشجيعكم الزعيق المسمى موسيقى وهي الهابطة ونصرتكم للعفن وتقديمه على أنه فن، وخنقكم للتربية الموسيقية كي تفسدوا ذوق وإحساس الناشئة والجمهور وهجومكم الباسل على الفنانين الحقيقيين وتكريسكم لأوضاع التهميش والإقصاء ضد الموسيقيين واستخفافكم بالفلسفة والشعر، وإهانتكم للمثقفين المنفلتين من قبضتكم السيئة... شكرا لكم لأنكم خربتم التعليم ودفعتم به إلى هاوية الخصخصة والرداءة، وباركتم نتائجه الكارثية وثمنتم عاليا بسياساتكم مراتب المغرب المخجلة في الإحصائيات العالمية المتعلقة بهذا القطاع المنتج للأجيال القادمة، عفوا أنتم تفهمون الإنتاجية بالمعنى الاقتصادي الضيق بما يمكنكم من ملء خزائنكم القارونية، وهو مفهوم المؤسسات المالية والطغم الأوليغارشية، ولا تفهمونها من منظور إنساني وحضاري ومستقبلي، هذه الكلمات ليست سوى سفسطة في عرفكم وممارستكم، تستعملونها من باب الديماغوجية في المنتديات والخطب الرنانة، في البرنامج الحزبي والبرنامج الحكومي الكاذبين، أما نحن فنتطلع إلى جودة حقيقية في التعليم إسوة باليابان وغيرها من الدول التي تفهم معنى الإنسان ومعنى الإنتاجية. شكرا لأنكم حطمتم ظهر المواطن في فترتكم الحكومية الحافلة بالتصرفات الخرقاء والقرارات الكارثية، فأنزلتم عليه الأثقال ورفعتم له الأسعار وزدتم الغني غنى والفقير فقرا لتوفروا للعفاريت ثروة البلاد، وللطبقة السائدة كل الخيرات والامتيازات. شكرا لأنكم دعمتم الفساد والمفسدين وتفرجتم على التماسيح والعفاريت ومصاصي الدماء في حفلات ومواسم وطقوس الهمجية تأكل الشعب وتمرش عظمه. شكرا لأنكم أعدتم للمغاربة دولة الاستبداد والحكرة فنكلتم بالناس شر تنكيل حتى أصبحت مشاهد القمع وإراقة دماء المواطنين شبابا وشيبا رجالا ونساء عادية في الإعلام وفي الشارع العام وما خفي أعظم. شكرا لأنكم نجحتم في ضرب نصف المجتمع بسن قانون الخادمات، وعجت محاكم الأسرة في عهدكم الأغبر بدعاوى تشتيت الأسرة التي تدعون أنكم حريصون على صيانتها. وشكرا لأنكم عطلتم عجلة التاريخ قرنا ونيف وليس نصفه وحسب. شكرا لأنكم كذبتم على المغاربة ببرنامجكم الحكومي الديماغوجي وها أنتم واثقون من "مصداقيتكم" الضحلة وتتوعدون الشعب بولاية أخرى تهرسون فيها ما تبقى من عظمه. لا أطيل عليكم جماعة المتنفذين المستفيدين الرجعيين... هذا الكلام يهيج علينا المواجع، ولا ينتهي حبله.. شكرا حكومة بنكيران على الدرجة الصفر في الوطنية شكرا على كل شيء ... وإن غدا لناظره قريب!