في هذه الأيام يقف العالم على أعتاب عام يمضي و عامُ يأتي بمزيد من السرور و الأمل و الأمنيات إلا في غزة ، حيث غابت عنها شمس الأماني و سكنها اليأس و القهر و بؤس الحياة منذ أعوامٍ، فعندما يتحدث المرء عن هذه البقعة الجغرافية الصغيرة ، لا يعرف من إين يبدء القلم بإسالة حروفه الأولى بالكلام المباح ، هل من غدر الأعداء بغزة في وضح النهار ، ام من جراح الحقد التي وُشمت على أجسام أطفالها بغير حق من صواريخ آثمة إعتدت على برائتها ، أو من طفولة تبخرت من إجل لا شيء غير السفر في طريق الأحقاد ما بين ذو القربى ، أو نبدء الحديث بناسها الصابرين القاضمين الغيض على أخطاء قادتها ، الذين لا يخافون الله في رحمتها ، أو من الماسي التي إرتكبوها بحقها ، حيث أغاصوا بأخمس قدميهم قبل إيديهم في جسمها النازف بدون ضمير و رحمة ، حتى أصبح الشكل الفسيولوجي و النفسي و الظاهري لناسها يختلف عم ما كانوا عليه قبل أعوام من الحسم أو الإنقسام أو الإنقلاب بعد إغتصابها ، أو نبدء بمن توغل في كرامة آدمية شيوخها قبل شبابها ، أو إنتظار نسائها لعرض شرفهن على المزاد من أجل إطعام أبنائهن الأيتام لضيق الحال المحزن و إستغلالاً لحاجتهنا ،الكل أخطأ بحق غزة ، غزة لا تريد أن تسمعوها أوهاماً و رقصاً على دمائها ، غزة تريد من يُطبق على نفسه نصوص الدين و الوطنية عملاً لا متاجرة بها ، غزة تعرفكم بأنكم فشلة و آن الأوان أن تتركوها لتضميء جراحها النازفة ، فالذي لا يستطيع توفير ربع حياة كريمة لغزة ، ليس له القدرة المتاجرة بتحرير الأوطان ، غزة أُطربت و ثٓمِلٓت كل من يدعي لها قال الرسول و الصحابة و عرفات و قال الياسين و الحكيم و الشقاقي، غزة تقول لكم أُتركوها في حالها و إنصرفوا من وجها ، لأنكم كفصائل و خاصة حماس و فتح أنتم من أَجرمتم بحق غزة و أطفالها، غزة تقول لكم أن لا تضعوا الإحتلال شماعة لأخطائكم و شهوتكم من أجل حكم فاشل بإمتياز، لتقتلوا ما تبقي من شيء جميل فيها هذا إذا تبقى ، الا يكفيكم عقداً من الزمن لتصلوا بقناعة بأن غزة كفرت بفلسطين و بكم ، هل تعلمون ان غزة تنتظر من يكفنها ، لذلك قارب الإنفجار في وجه كل من أَجرم بحقها و سوف تحاسبكم حينها ، على ما إرتكبتموه بحقها. فهذا الظلم التي تتعرض له غزة من أبنائها ليست قدر محتوم عليها، بل قدرها أن تكون لها حياة كريمة كباقي البشر، إتركوا غزة تُكفن نفسها بهدوء حتى ترقد بسلام إلى مثواها الأخير ، أو دعوا غزة تطهر نفسها من دنس الإنقسام و جحود ساستها الأغبياء ، دعوا غزة تنفض غبار ثمانية سنوات عن جسدها الطاهر الذي تغبر من ظلم الزمان بأيدي أبنائها ، دعوا غزة تدفن أحزانها إلى غير رجعة و تنثر أزهارها علينا ، أتستحق غزة كل هذه الحياة الدنكة ، غزة تريد بمن تَحكمه و ليس بمن يحكمها أن يجلب لها الخير و الرزق و ليس الدمار و السلب و الكذب تحت شعارات مظللة ، غزة التي سميت بذلك لكثرة الغزوات كانت تتعرض لغدر الأعداء على مر الأزمان ، لكن لم تصل قسوة الحياة من هؤلاء و هؤلاء لِما وصلت إليه غزة اليوم بأيدي أبنائها. إتركوا غزة تعود إلى بريقها من أمل و حياة، قبل أن تذهب منا إلى غير رجعة ، و يصبح الحلم المباح عن كبائر الأمور في تحرير الاوطان في مهب الرياح!! الصيدلي: ياسر الشرافي/المانيا