عندما يتكلم عنا الآخر ،وتغيب ثقافة الاعتراف عند أهل البلد. كما هو الشأن في كل نسخة من نسخ المهرجان الوطني للفلم القصير بمدينة السمارة.مدينة الصمود والعلم والثقافة الضاربة في عمق التاريخ.حضور لافت.وتميز وقدرة على القيادة,والمهرجان في محطاته لا يختلف نضجا وإبداعا عن باقي المهرجانات المقامة ببلادنا. فقدرته على التميز تتجلى في ضيوفه الذين قدموا إليه من كل جهات المملكة،من تطوان ،ووجدة، وسطات ،ومراكش، والعيون، ومكناس ،واللائحة طويلة.قدموا لثقتهم في الإحترافية التي طبعت النسخ السالفة من هذا الفعل الثقافي والفني، الذي صنعه رجال آمنوا بصدق الرسالة النبيلة التي يحملونها. حفروا في الصخر بأظافرهم وذاقوا ألم المعاناة، في غياب ثاقفة الإعتراف بما يقدمونه لمدينة السمارة.غض الكل البصر عن دعمهم. ومدهم يتلك الدفعة التي يحتاجها كل مبدع ،مع العلم أن لكل مؤسسة صندوق خاص لدعم مثل هذه الأعمال الثقافية والفنية والإجتماعية,وخطاب صاحب الجلالة في لقاء مراكش كان واضحا وجليا ،من أجل النهوض بمثل هذه المبادرات التي حتما ستعود بالخير العميم على المنطقة. من ترويج للسياحة وتحريك للفنادق والمطاعم ،كما أنها ستوفر الشغل لفئة من شبابنا العاطل إبان فترة المهرجان. ومتى تكرر الفعل الفني والثقافي كبرت معه الآمال والطموحات. ولعل الهدف الأكبر هو التعريف بمناطقنا الجنوبية. ووضع الزائر أمام ما عرفته هذه الجهات الجنوبية المسترجعة من تطور وازدهار ونمو،الأمر الذي ما فتئ خصوم وحدتنا الترابية خلف الحدود الشرقية يعملون على طمسه وتغييبه, علينا أن نعي أن الفن لو فهمنا لغته وأبعاده ومراميه، فإننا سندرك أنه يستطيع أن يحقق ما عجزت أن تحققه ديبلوماسيتنا السياسية. لأن الفن النبيل لا يحتاج إلى تأشيرة أو جواز سفر ليسافر خلف البحار. فإلى أن يعي مسؤولونا هذه الأبعاد، ويغيروا نظرتهم لحاملي المشاريع الثقافية ولا يتعاملون معهم على أنهم شحاذين" طلابة يستجدون الصدقة" سيبقى الفن يخطو يخطوات متعثرة عرجاء في بلادنا.