السؤال الاكثر اهميه بالنسبه للمثقف العربي هو مااهم خلاف في المنظومه المعرفيه العربيه الاسلاميه وقرينتها الاوربيه؟ او فلنصغ السؤال بطريقه اخرى ماهو الحدث الذي اسس لفكر غربي متطور متقدم على كل الاصعده وجعل الغرب يسبق سواه حضاريا ؟الجواب بلا شك هو عصر الانوار الاوربي في القرن الثامن عشر الذي نقل الغرب على المستوى المعرفي ودفع بالغرب الى الامام ونحن بقينا مكاننا سلسله طويله من الفلاسفه الغربيين من اكبرهم ديكارت صاحب مذهب الشك في الثقافه والفكر وابو الحداثه الغربيه والانوار كانط ولا ننسى جان جاك روسو الفرنسي ومن بعدهم سلسه تطول من المفكرين والفلاسفه الغربيين الذين دعوا في بدايه عصر الانوار الاوربي الى سياده العقل وتحكيمه في كل شي واسسوا لفكر نقدي تنويري مهد لحق اي انسان في نقد اي فكره ولو كانت دينيه وكسر حاجز القدسيه الفجه للفكر الانساني التي تمنع استخدام العقل وتفرض وصايه دينيه على العقل كما سماها كانط هنا مربط الفرس في العالم العربي لم نحاول حتى الساعه ان نكسر المحرم وان نمارس ونحكم العقل في افكارنا ومفاهيمنا وفهمنا للكون والحياه والمراه والجنس والحب والوطن بقينا كمن يعيش في القرن السابع الميلادي عصر الرسول الكريم رافضين اي فكر نقدي الذي هو اساس تطوير المنظومه المعرفيه للانسان المسلم والتي تاسس تباعا نوعا من الثقافه المتجدده الحيه والتي تخلق نفسها باستمرار كما في الغرب حاليا مازال المسلمين يحاولون ان يفهمونا ان الثقافه والمعرفه شي تكون لمره واحده والى الابد ولايجوز نقده ولا مراجعته لانه صادر من الله عز وجل في كتابه القران والسنه النبويه متناسين ان فهم الاسلام قرانا وسنه هو فعل انساني يتطور مع الزمان والمكان بما يسمى البعد التاريخي للنص المقدس وان الصحابه والتابعين فهم الاسلام على معطياتهم الزمانيه والمكانيه وان الاسلام يبقى في نهايه المطاف قضيه سيسيولوجيه تختلف من مجتمع الى اخر كما يقول المفكر محمد شحرور من هنا نقول ان التيار السلفي الحالي الذي يجتاح الامه العربيه الاسلاميه الذي مازال يحاول ويبدو انه نجح فعلا في قذفنا الى مفاهيم القرن السابع ومابعده من الفكر القروسطوي ابن حنبل والشافعي وابو حنيفه ومالك وابن تيميه تاره اخرى هذه النوستالجي او الحنين الى الماضي قاتله للفكر والانسان في ارضنا الاسلاميه وظالمه حتى للاسلام نفسه اذا لم نقم كمسلمين بتشجيع النقد والتنوير ودخول اللامفكر به كما يقول ميشيل فوكو واذا لم نعترف ان ناس زمن الرسول الكريم هم بشر ومفكريهم بشر ونستطيع ان نمارس النقد على مفاهيمهم وافكارهم ونطلق العنان للشك وسطوه العقل رافضين الوصايه على العقل بحجه المحرمات والمقدسات اقول جاوما اننا لن نخرج ذاك الفقر الثقافي والجمود الحضاري سيف الدين البحري حقوقي فرنسي من اصل سوري