قام والينا المسفيوي عبد الفتاح البجيوي بزيارة للمحطة الطرقية لمدينة أسفي حيث ظهرت البوادر باكرا بعد أن سبقته السْطَافِيطَاتْ وعمال النظافة وخبراء المَاكْيَاجْ حتى تظهر المحطة المسكينة في أبهى الحُلل ويتم تزييف الحقائق ويصعد التقرير على خلاف الواقع . السيد الوالي بدوره والذي يعلم جيّدا أين مكامن الضعف والخلل ويعي أنه يجب أن يستغل الزيارة ليعالجها ويقف عليها بكل حزم ... ترك كل تلك المظاهر العشوائية والتجاوزات الظاهرة للعيان وانبرى نحو الوكالة الأكثر انضباطا و الأحسن تسييرا في المحطّة ليقف على الموظفين دون إنذار مسبق ويشرع في الاستفسار ويلقى الأجوبة من شاب مكلف باستقبال الزبائن و بيع التذاكر وفي لحظة خاطفة اتُّهِمَ الموظّف بالإخلال بالاحترام وعدم تقدير الوالي حيث أصيب الحاضرون بالدهشة لأن الأمر في الحقيقة خلاف ذلك ، فهل وجب أن يركع المواطن ويسجد لنقول أنه أدى واجب الاحترام هل يعمل على تقبيل الأيادي .. لا أظن آن تصرّف موظف يتكلم من مكانه جالس على كرسي العمل وهو الذي فوجئ بوقوف طابور من الأمنيين والمسؤولين دون علمه حيث كان منشغلا في توفير التذاكر للزبناء يعتبر إخلال بالأدب ! فما المطلوب منه إلا أن يلزم مكانه ويقدّم خدماته بكل تلقائية وهو ما فعله الموظف بالضبط. الغريب هنا أن الموظّف المسكين تلقّى من والي الأمن وبحضور السيد والي الجهة وابلا من السب والقذف القبيح المُنحطّ الذي يُصدره والي الأمن بمناسبة وبغير مناسبة ، فما كان من المسكين إلا أن صمت و سَبَحَ في دهشة لا متناهية مستغربا لما يقع متفاجئا من جانبين ، الأول أن يصدر من مسؤول أمني كبير مثل هذا الكلام الهابط! والثاني أن يقبل المسؤول الأول بالمدينة والجهة هذه الإهانة لابن مدينته ويقف راضيا صامتا . ونُساءل في هذا المقال وبكل اختصار والينا البجيوي - الذي تفاءل به الكثيرون خيرا فور مجيئه قبل شهور خصوصا أنهم قالو " وَلْدْ البْلاَدْ مَا غَادِيشْ يِفُوتْنَا " - عن تداعيات هذه الزيارة وتفاصيل هذا الحدث الذي وعلى إثره تم توقيف الموظف رغم أنه وبقواعد العمل لم يرتكب إخلالا يستلزم ذلك . فنقول للسيد البجيوي : أولا : وجب أن تكون زياراتك سريّة خصوصا إذا كان الهدف منها الوقوف على الاختلالات و ذرء المفاسد ، فلا يعقل أن تسبقك الأخبار للمكان الذي تنوي زيارته بأيام وتنتظر إصلاحا فمن البديهي أن المكان ستجده أحسن مما كان وفور انتهاء الزيارة ستعود الأمور إلى ما كانت عليه .. فما الهدف إذن ؟؟. ثانيا : لن يقبل عاقل أن تُختصر زيارة تفقدية للمحطّة في إطلالة على وكالة " الساتيام" وتُتْرك المناطق السوداء والبؤر المظلمة و مكامن الفساد التي أخبر بها عدد من الغيورين على السير الجيد للمحطّة في بيانات وقصاصات إخبارية والأجهزة الأمنية السريّة والعلنية على علم أكيد بها . ثالثا : أظن أن موظفا ولو أخطا في حقكم فلا يجب أن يكون جزاءه تسليط والي الأمن عليه ليغسله من رأسه إلى أسفل قدمية بكلام ساقط من قاموس المزابل والمراحيض والكل حاضر يتفرّج على هذا التعسّف السافر الحاط بالكرامة المخالف لكل حق المخلّ بكل واجب . رابعا : لا أظن أن هدف زيارة ولائية هو طرد موظف وتشريده من عمله وترك الفساد الحقيقي حرّا طليقا ، فلا يجب أن ننسى أن التاريخ يُسجّل وبلا رحمة كل هذه الأحداث ، فهل يستقيم القول أن زيارة تفقدية للمحطة الطرقية سنة 2014 حقّقت إنجازا تمثّل في طرد موظف بعد إشباعه سبّا وقذفا بحضور والي الجهة !! ننتظر أجوبة عن هذه التساؤلات خصوصا ونحن لا زلنا نتوسّم خيرا في بعض الضمائر الحية التي نحن على يقين أنها لن تقبل بتحويل فوهة سلاح الهجوم على الفساد إلى صدر المواطن المغلوب تطبيقا لقولة " طَاحَتْ السّمْعَة عَلْقُو الحَجّامْ " . -- عمر أيت لقتيب 0675962324