لدي حلم I have a dream خطبة القس الأمريكي ذو الأصول الإفريقية مارتن لوثر كينغ التي ألقاها عند نصب لينكولن التذكاري أمام 250000 ألف متظاهر أثناء مسيرة واشنطن للحرية في 28 غشت 1963، هي واحدة من أكثر الخطب بلاغة في التاريخ والتي لا زال يتذكرها العالم ويحتفل بذكراها الأمريكيون. حلم مارثن لوثر وامن بحلمه وها نحن اليوم وبعد مرور 50 سنة نرى رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية ببشرة سوداء. لكل واحد منا حلمه كان شخصيا أو عاما، وبمناسبة ذكرى خطبة لوثر سأعلن بدوري حلمي الذي لا يختلف عن الأهداف النبيلة التي سطرها لوثر في خطبته، هذا الحلم الذي ظل يراودني منذ الطفولة التي رأيت فيها العديد من التناقضات، راودني منذ أن أبكاني رجل الدرك الملكي وأنا لا زلت لا افقه شيئا، راودني الحلم حين اعتقل والد صديق لي وصار بيننا كاليتيم. لا احلم بسيارة وڤيلا ومنصب عالي، ولا بامتيازات خاصة، ما احلم به هو نفسه ما حلم به مارثن لوثر لكن بصيغة مغربية صنهاجية، حلم كبر ونمى في أعالي جبال الريف وليس في تلال جوريا. حلم لوثر بان يستطيع أبناء العبيد السابقين في تلال جوريا الجلوس على منضدة الإخاء مع أبناء أسيادهم السابقين، وأنا احلم اليوم وحلمت دائما بان أرى المزارعين في أعالي جبال الريف يمشون في طريقهم دون الالتفات للوراء خوف اعتقالهم، احلم بان أراهم يسافرون دون أن يضطروا لإخفاء هويتهم، احلم بان يزول هاجس الخوف هذا الذي حول منطقة صنهاجة الريف إلي معتقل كبير وحول سكانها إلى معتقلين في حالة سراح، احلم بهذا أنا الذي بكيت في يوم من الأيام حين داهمت فرقة الدرك الملكي منزل احد أقاربي، لم اعرف يومها الجرم الذي ارتكبه لكني أتذكر صراخ أبنائه ودموعهم،اخبروني ساعتها انه اعتقل بسبب الكيف، لكني وببراءة الطفولة بدأت اطرح علامات الاستفهام، لم هو بالذات والدوار كله يزرع الكيف؟ هل زراعتنا جرم؟ أسئلة ظلت تدور في مخيلتي طويلا, لذا أحلم دوما بان تكف دموع أبناء المزارعين عن الانهمار على جفونهم كلما اعتقل معيلهم، وألا يهرعوا خوفا و هلعا كلما رأوا شخصا يرتدي زيا رسميا ازرق اللون. احلم ألا أرى نفس الصورة التي رايتها في التسعينات تتكرر في الألفية الثانية، احلم بالحل.!!! بحل حقيقي لزراعة الكيف ينمي المنطقة ويخرجها من عزلتها. احلم أن أرى صيدليا أو شركة تقتني منتوج الفلاحين في واضحة النهار دون الحاجة للاختباء تحت جنح الظلام. احلم بسياسة تنموية بدل السياسة الأمنية القمعية التي تتعامل بها الدولة مع الفلاحين. احلم بأن يكف الآخرون عن نعتنا بالمجرمين والمكلخين الأميين، وان يكف البعض الأخر من اعتبارنا من الأغنياء الراغدين في العيش،احلم بريف كبير لا فرق فيه بين الشرقي والغربي، احلم بان أرى المشاريع في صنهاجة بدل رؤيتها تتركز في محور واحد. هذا هو حلمي و سأتشبث بصخرة الأمل لينكسر جبل اليأس كما امن مارتن لوثر بحلمه، أتمنى أن نترك الخلافات السياسية والايديولوجية جانبا وتتظافر جهودنا جميعا لأجل صالح المنطقة وتنميتها، أمل أن تختفي الصراعات كما امن مارتن لوثر بقدرته وإخوانه على تحويل أصوات الفتنة إلى لحن جميل من الإخاء، أمل أن نستطيع الجلوس على طاولة واحدة باختلاف توجهاتنا لنفكر بسبل تنمية منطقتنا وإخراجها من العزلة التي فرضوها علينا ومن نهر التهميش الممنهج الذي أغرقونا في وحله، وان نكافح معا ونتحد من اجل هدف نبيل واحد هو خدمة المنطقة وسكانها ولنؤمن بأنه مهما تأخرنا سنصل لمبتغانا كما تحقق حلم مارتن لوثر. أنا لست مارتن لوثر المغربي أنا ابن فلاح بصنهاجة اسراير عانى ولا زال يعاني بسبب زراعة فتح عيناه عليها؛ أنا ابن قرية شاءت الأقدار أن تعيش تحت أقدام أباطرة المخدرات وحولها الفساد إلى تورابورا ثانية، لدي حلم سيتحقق يوما ما كما تحقق حلم لوثر , سيتحقق بالأمل الذي يحركنا والصبر الذي لقحنا ضد العقبات التي نجدها في طريقنا.