قادت الصدفة دورية ليلية تابعة لأمن ابن مسيك بالبيضاء، ليلة الثلاثاء الماضي، إلى تفكيك شبكة خطيرة لترويج أقراص الهلوسة المهربة من الجزائر، يتزعمها عسكري ضمن قوات "البلير" التي أدمجت للعمل في الأمن الوطني.وأوضحت مصادر عليمة أن الدورية الليلية التي كانت تجوب أزقة أحد الأحياء الشعبية في منطقة ابن مسيك، أثارت انتباهها تصرفات شخص كان يحمل علبة كرتونية، إذ ما إن رأى سيارة النجدة حتى رمى بالعلبة وهرول مغادرا المكان. وأضافت المصادر نفسها أن أفراد الدورية توزعوا بين من تعقب المشتبه فيه الذي كان يرتدي زيا مدنيا، ومن توجه لاستطلاع أمر العلبة الكرتونية، وكانت المفاجأة أن العلبة كانت مملوءة بأقراص الهلوسة الحمراء، من نوع «ريفوتريل». وتمكنت العناصر الأمنية الأخرى من إلقاء القبض على الهارب، وأثناء التفتيش الوقائي والبحث الأولي معه، تبين أنه تابع لعناصر "البلير"، ما استدعى نقله إلى مقر الديمومة لمواصلة البحث معه والتنسيق مع النيابة العامة. وأوردت مصادر «الصباح» أن الأبحاث انتهت إلى إيقاف شخصين آخرين، تبين أن لهما علاقة بشبكة لترويج أقراص الهلوسة، كما حجز ما مجموعه 43 ألف حبة «قرقوبي» بعد إجراء عمليات الانتقال والتفتيش. أكدت المصادر ذاتها أن الشبكة التي تضم مشتبها فيهما آخرين، تنشط بالبيضاء وببعض المدن الأخرى، في مجال ترويج الأقراص المهلوسة، التي تجلبها من الشرق المغربي، وبالضبط من وجدة بعد تسهيل تهريبها عبر الحدود من الجارة الجزائر. وانتظر عرض المحجوزات والموقوفين، أمام الإعلام، مساء أمس (الخميس) بمقر المنطقة الأمنية ابن مسيك، قبل إحالة المتهمين على النيابة العامة. من جهة أخرى يجري البحث عن أزيد من خمسة أشخاص آخرين لهم علاقة بالشبكة نفسها، أبانت الأبحاث أنهم متورطون في ترويج الأقراص المهلوسة والوساطة بين المروجين والباعة بالتقسيط. وأشرفت الشرطة القضائية طيلة اليومين الماضيين، على إجراء الأبحاث مع الموقوفين الثلاثة، كما حددت لائحة بأسماء المطلوبين للعدالة في الملف نفسه والذين لم تقد الأبحاث إلى إيقافهم، كما تم تحديد مسارات الأقراص المهلوسة المحجوزة والجهة التي تستقبلها لإعادة توزيعها على زبناء الشبكة. وأشارت مصادر "الصباح" إلى أن الأمر يتعلق بحرب غير معلنة، تستعمل فيها الجزائر سياسة إغراق المغرب بالأقراص الطبية المخدرة، في محاولة منها للتأثير على عقول الشباب ورفع رقم المدمنين عليها، إذ أنه يوجد بتلمسان الجزائرية القريبة من الحدود، معمل خاص بإنتاج هذا النوع من الدواء الذي يوصف لحالات من الأمراض النفسية والعقلية، يشتغل ليل نهار، موضحة أن المعمل ينتج أضعاف حاجات الجزائر للدواعي الطبية، ما يفسر الرغبة في تهريبه نحو المغرب.