هاذي ماشي مولات الحمام وبناتها؟ - الله أعلم.المهم ،مايشبهولناش... _ هاذو هما النساء ... فعلا ،فكبراهن ولعلها أمهن أوخالتهن، كانت فارعة الطول شديدة البياض، يدل اكتنازها على النعم التي تتمرغ فيها...يمتلئ معصماها بالشراتل والدمالج ويزين جيدها السلاسل الغليظة ...أما الخواتم فحدث ولاحرج... _ يقولون عندها "قردية" ذهب...المضمة والخلاخل و...و... _ الله يعطينا مثلما أعطاها _ تلف الجسم البض بسترة وردية اللون مطرزة الحواشي ب"البرودي" والتكرار وتنتعل "قرقابة" خشبية من اللون نفسه.وتحمل إحدى المتملقات "سطلها" النحاسي الذي أصبح اليوم يستعمل ديكورا في المنازل الفخمة. وتسارع بقية الطيابات إلى "العدَّة" فيصببن الماء الساخن على الأرضية ويفرشن الزربية الجلدية ويملأن "القباب" الخشبية ثم يحملن السترة والقرقابة إلى الخارج حتى لا يتبللا ...ثم يدلكن جسمها بالحناء المخلوطة بالصابون البلدي يفعلن كل ذلك بخفة ونشاط زائدين فهي ولية نعمتهن.وأية نعمة؟ _ وتقولين ...انتهت العبودية من البلاد...لا يا صديقتي عليك بزيارة الحمام. هذه الصور وغيرها كلها مرت بذهني،في المسافة القصيرة بين الحمام والبيت،بعضها كالحلم ...و أكثرها كالكوابيس خاصة الهم الثقيل الذي أبتلى به كل نصف شهر وهو "القبض" على المكان المناسب للأم ...وصلت إلى باب الحمام . ولم أدر كيف وصلت ولم أفكر في ذلك ألم آت على جناح الحلم؟ المبكرات كن ينتظرن خروج الرجال وهن يجلسن في اصطبارعلى مصطبات الدّكانية التي توجد عادة في مداخل الحمامات والمنازل التقليدية. ذلك بأنه شُيد أوحُووِلَ تشييده على الطراز المغربي الأندلسي الأصيل. أتيت بملابس النوم المكمشة وبالشعر المنفوش ...وبالعيون المعمشة...ولم أنتبه لحالي إلا عندما كانت ترمقني إحداهن بنظرات شزراء...فلم أحس إلا وأنا أجمع رجليَّ في محاولة بئيسة لإخفاء النعل البلاستيكي المتآكل وأضع يديّ على شعري لعلي أجمع بعض تشعته... قالت لي صديقتي في القسم بعد أن حكيت لها الموقف: _ كَاع ما تعقدكش.مَّا هي لو كان شفتي فين ساكنين؟؟على حافة الواد.الزلط واتْفَحْشِيشْ. تهمس إحدى المنتظرات : _كم بقي من رجل في الداخل؟ _يقولون واحد فقط.... تعقب أخرى متأففة وهي تلوي فمها: _ واحد......؟ _سكوت.أحدهم خارج.... خرج متلفعا بالفوطة التي أخفت كل رأسه.حياء؟ربما...وهو الذي يظل متحرشا بالفتيات بجانب الثانوية...تعالت بعض التعليقات الخافتة من هنا وهناك... _ حياء القابلة. _ظاهرة على الطاهرة..