استفاقت(ف.ع) 33سنة أم لأربعة أطفال، كعادتها كل صباح وكلها حيوية ونشاط، تحضر الفطور لأبنائها قبل إعدادهم للذهاب إلى المدرسة بدوار الشرفة جماعة سيدي رحال الشاطئ إقليمبرشيد، الساعة تشير إلى 7.15 من صباح الخميس 25/11/2010 وقت ذهاب الصبية الأربعة إلى الصف الدراسي، وبينما تهم الأم بمرافقة فتيتها، فتحت الباب لتفاجأ بحقيبة موضوعة بجانب برميل ماء قرب المنزل، دفعها الفضول لتعرف ما تخبؤه الحقيبة من سر، هرولت نحوها ثم فتحتها بتوجس وحذر،رعبت وهي تلمح مولود أنثى مجهولة وكأنها عصفور صغير، ولدت للتو ولا تزال دماء أمها تغطي بعض من أنحاء جسدها. خوف، هلع، صدمة، فرح، بكاء وصراخ، كلها مشاعر انتابت (ف.ع) وهي تعيش أطوار قصة أقرب إلى الخيال، لم تصدق ما لمحت عيناها، كيف لا تفاجأ وهي التي مند زواجها وهي تحلم بمولود أنثى تزين منزلها الذكوري وتضفي عليه نسمات العصافير، ولم يحالفها الحظ بحيث أنجبت أربع مرات مواليد ذكورا. ماذا أشاهد ماذا أفعل، أدخلها إلى المنزل ولا أحد يخبر بما فعلت لا، لا، لا يجب أن أخبر الدرك، أفكار ظلت تحوم في فلك تفكير (ف.ع)، وبعد أن استشارت الجارات وبعد تفكير سريع ذهبت لتخبر رجال الدرك بمركز سيدي رحال الشاطئ، الذين حضروا رفقة طبيب المستوصف المحلي الذي -أكد حسب مصدرنا- أن المولود حديث الولادة وعمره لا يكاد يكمل ساعة. عبرت جل النساء الحاضرات عن رغبتهن في تبني ذلك المولود، الشيء الذي وضع (ف.ع) في هيستيريا من البكاء وأخدت تلتمس من كل الحضرين ومن رجال الذرك أنها هي من يجب أنت تتبنى المولود لأنها هي من وجدته أمام منزلها كما أنها تسكنها رغبة دفينة دائمة في إنجاب بنت. تم نقل المولود رفقة (ف.ع) وإمرأتان من الجيران إلى المستشفى الإقليميببرشيد على الساعة 12.00 زوالا، إلا أنهم أخبروا أنه يجب الانتقال إلى المركز الاستشفائي الجهوي بسطات، يوم من العذاب مرعلينا دون أكل ولا راحة لكن كل ذلك يهون أمام ابنتي الحلوة هاته تقول(ف.ع) قبل أن تحل الكارثة بها وتسمع من رجال الامن أنه سيتم الاحتفاظ بالمولود بالمستشفى، واصطدمت بواقع الترتيبات القانونية حيث أخبرت بضرورة مرور مسطرة التبني عبر القنوات القانونية وذلك بتقديم طلب تبني إلى وكيل الملك. رجعت (ف.ع) وقد انهارت قواها، وخاب أملها، تبكي حظها وتصرخ في وجه مرافقيها لماذا، لماذا، وكأنها استفاقت من حلم وردي لم يكتب له أن يتحقق، لا تزال مسطرة التبني فقط هي التي تمثل الخيط الوحيد الذي يربطها بحلم الأمومة.