الأمريكان يغزون حياتنا بسلعهم و ثقافتهم و تصبح اختياراتهم جزء من أحلامنا و طموحاتنا ، ها هم يتجاوزون حدودهم ليؤثروا علينا و نحن أموات ، يريدون أن يتدخلوا في قبورنا لأنهم يرون أننا لا نهتم بموتانا نتركهم عرضة للإهمال و الحيوانات الضالة و المتسكعين و السكارى و الشواذ ، ساءهم حال موتانا و قرروا ، وعزموا ، وشمروا على سواعدهم لترقية قبورنا بتنظيمها و تنظيفها و تشجيرها ، و حمايتها من المشردين و الشواد و المجرمين و كل من يسئء إلى حرمة موتانا ، بما أننا نحن لم نستطع أن نحافظ حتى على كرامة أحيائنا ، تركنا كل شيء لقدر لا نفهمه ، لتحقيق هدا الهدف النبيل قررت جمعية أمريكية من مدينة بوسطن أن تبدأ بتنظيف مقبرة الغفران بالدار البيضاء، وإعادة ترميم قبورها المتآكلة وتشجير مساحتها لتجديد منظرها الطبيعي وطرد الحيوانات الضالة والمتسكعين منها . وأكدت هذه الجمعية الأمريكية، أنها ليست لها أهداف سياسية أو دينية، يعكس هذا التدخل الأمريكي في القبور الوضعية المزرية التي أصبحت تعيشها مجموعة من المقابر المغربية، في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى احترام الموتى وحرمة مقابر المسلمين، يبقى في الأخير أن نسال علماءنا الأجلاء الذين أفتوا في الاقتصاد و السياسة و الأبناك و الزواج بأنواعه و الطلاق بأشكاله و إلخ هل يصح أن ينظف الأمريكان قبور المسلمين أو لا يصح ؟