"نيشان " المجلة التي لم تستطع أن تحقق إجماعا بين القراء و المسؤولين المغاربة ، هناك من كان يرى أنها أكثر جرأة في مناقشة الملفات الساخنة مما عرضها للمضايقات مرات عديدة من طرف السلطة و أصحاب القرار ، و هناك من كان يرى أنها صوت من أصوات العلمانيين و دعاة الحداثة ، فكان ينتقدها و يعارض أفكار أحمد بنشمسي مدير المجلة التي وصلت إلى الباب المسدود و أعلنت عن إفلاسها و توقف صدورها ،و في هذا الصدد أعلن مدير المجلة توقفها عن الصدور بشكل نهائيّ على خلفية "المقاطعة الاقتصاديّة التي استهدفتها".وأصدرت المجموعة بيانا و ذكر أن "نيشان" كانت "ضحية مقاطعة أهم مجموعة اقتصادية بالمغرب والمتمثلة في الهوليدينك الملكي "أونا" قبل أن تشمل هذه المقاطعة شركات كبرى توقفت عن وضع إعلاناتها بالمجلة"،مضيفا أن هذه المقاطعة كلفت المجلة " خسائر مادية بلغت 10 ملايين درهم، مما جعل المجموعة توقف المجلة تفاديا لمزيد من النزيف المالي"، وأرجع البيان سبب مقاطعة "نيشان" إلى مواقفها الجريئة حيث ظلت تدافع عن "الحداثة والعلمانية"،كما تعرضت "للعديد من المضايقات والرقابة كما حدث مع الاستطلاع الذي نشرته في صيف 2009 عن 10 سنوات من حكم محمد السادس بالتعاون مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، والذي بسببه صودر عدد المجلة ومنع من التداول". و قال بنشمسي في نفس البيان إنّ "المقاطعة شملت العديد من الشركات الحكومية أو شبه الحكومية العاملة في القطاعات الرئيسية للاقتصاد المغربي (العمل المصرفي والعقارات والهاتف - بما في ذلك إحدى الشركات التابعة لمجموعة فيفندي الفرنسية - النقل الجوي وشركات السيارات، والغذاء..) يرى أحمد بنشمسي مدير مجلة " نيشان " أن حرمان المجلة من الإشهارات هو من أجل معاقبتها على جرأتها و مناصرتها للحداثة و العلمانية ، و هكذا و بطريقة فنية يخرص منبر إعلامي مغربي برهن على احترافيته و جرأته في التعبير عن رأيه و مهما اختلفنا مع الخط التحريري للمجلة ، فإن إجبار مجلة "نيشان " على التوقف و الإفلاس مناف لحرية التعبير و مجتمع الحداثة الذي يسعى المغرب إلى إرساء دعائمه