لا زالت الجريدة تمتطي أقلامها بحثا عن أحياء شاءت الأقدار أن تكون أحياء إقصاء و تهميش من طرف جهات معينة لم تكلف نفسها حتى زيارتها ، أحياء حط سكانها رحالهم على ضفاف المدينة حيث لا عين ترى و لا أُذن تسمع ، ما دام أن " التدويرة " حاضرة تؤسس لكوارث اجتماعية مثل ما حدث مع حي المير علي خلال الفيضانات الأخيرة التي فضحت المكشوف و ألقت بشعارات المسؤولين على التراب ، أحياء بنيت في ظلمة الليل لتصبح جاهزة على اختلاف تصاميمها و ترتيبها ، أحياء أغلب سكانها قادتهم هموم البادية و مشاكلها إلى الهجرة واحدا تلو الآخر فكونوا أحياء هامشية زاد في تهميشها النسيان الذي طالها من طرف الجهات المسؤولة. علم سكان حي سكيكر بوجدة أننا نزور الأحياء الهامشية ، نعرف بمعاناتهم اليومية ، فوجهوا إلينا الدعوة ليعرف المسؤولون أن هناك حيا بني بالجانب الشمالي لمدينة وجدة على حافة واد إسلي يسمى حي السكيكر ، حملنا أمتعتنا و قصدنا رفقة أحد السكان الحي المقصود ، عند الطريق لفتت انتباهنا أراض فلاحية مغروسة بالقصب و النعناع ... استغربنا للأمر و سألنا الشخص الذي يرافقنا هل نحن بمدينة وجدة ذات الجماعة الحضرية أم خرجنا إلى حي بجماعة قروية ؟ فأكد لنا أن السؤال نفسه يحير ساكنة سكيكر . حي اختلط فيه الحضري بالقروي منازل مشيدة من طرف أصحابها بطريقة حضرية رغم فوضويتها و أراض زراعية تجانب المنازل و غنم ترعى بدروب الحي الشيء الذي زاد من قلق السكان ، أكثر من هذا فالحي لم يصله حتى "الكودرون" الذي لا زال معلقا في ملفات السيد حجيرة حتى وقت غير مسمى ، تلك هي المعاناة التي يعيشها فعلا سكان "قايصتهم الفكعة" و ذلك لأن مجموعة العمران بنت فلات فاخرة بالقرب من حيهم هي فلات تباع بأثمان باهضة شكلت في مجملها حيا بمدينة وجدة سمي برياض إسلي ، حي مجهز بجميع الضروريات في حين سكان حي سكيكر لا زالوا يأملون في أبسط هذه الضروريات ، فهل السادة المسؤولين و مجموعة العمران أعدت حسابا لمشاعر و أحاسيس سكان سكيكر؟ أم أن همها الوحيد هو الربح المادي فقط ؟، و هل مجلسنا البلدي سيحاول جبر ضرر هؤلاء؟ أم أنه سيتغاضى الطرف عن الأمر ؟ أسئلة و اُخرى تلك التي تطرحها ساكنة حي السكيكر.