يضطر الأطفال القاطنون بالأحياء القريبة من دار الشباب حي أموني بآسفي إلى حمل معهم "بيدونات" من الماء من أجل الشرب وتنظيف دار الشباب عندما يقصدون هذه الأخيرة وذلك بسبب إقدام الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي " لاراديس" على معاودة قطع الماء والكهرباءعن هذه الدار التي استبشروا خيرا عند بناءها بحيهم. وقد دام قطع الماء والكهرباء عن هذه الدار أزيد من شهر مع العلم أنها حديثة العهد، وتم بناؤها من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبار الأحياء القريبة منها أحياء مهمشة وتطل مباشرة على كيماويات المغرب وأن ساكنتها تم ترحيلها من حي تراب الصيني الذي كان يتواجد في قلب مدينة آسفي، إضافة إلى أن الوضعية المادية لهذه الساكنة جد متدهورة مما قد يؤدي بالأبناء إلى الانحراف إذا لم يجدوا فضاء لقضاء وقتهم الثالث وهو ما أدى إلى التفكير في بناء دار الشباب بهذا الحي.وتعتبر عملية قطع الماء والكهرباء عن هاته الدار الثانية من نوعها في أقل من أربعة أشهر بعدما فوجئ الأطفال في وقت سابق بإقدام " لاراديس" على نزع عدادي الماء والكهرباء مباشرة بعد تدشين هذه المؤسسة من قبل والي جهة دكالة عبدة عامل إقليمآسفي بمناسبة عيد العرش حيث وجدوا أنفسهم أمام مرفق عمومي هام في حاجة ماسة إليه تنقصه إحدى أهم الضروريات باعتبار أحياءهم من الأحياء المهمشة المتواجدة بمحاذاة كيماويات المغرب والتي هي في أمس الحاجة إلى مثل هذه الفضاءات لامتصاص غضب الساكنة والتي من خلالها يملأ الأطفال فراغهم عوض خوضهم في أشياء قد تعود بالضرر عليهم كالإدمان على استهلاك المخدرات أو ممارسة السرقة والإجرام أو شحنهم من طرف جهات بأفكار إرهابية. وأمام إقدام " لاراديس" على قطع الماء والكهرباء مباشرة بعد التدشين ،وبعد العديد من الاحتجاجات وما كتب في الصحافة الوطنية والاستعدادات التي كانت جارية لاستقبال مدينة آسفي لجلالة الملك تم إرجاع العدادين تهدئة للوضع، لكن وبعد الزيارة الملكية عاودت " لاراديس" الكرة ليجد الأطفال أنفسهم أمام نفس المشكل مع العلم أن دار الشباب تتوفر على قاعة متعددة الوسائط تحتوي على 7 حواسيب التي لا يتم تشغيلها بسب انقطاع التيار الكهربائي عنها ،كما أن زائرات وزوار هذا المرفق الحيوي يضطرون إلى مغادرته في الساعة الخامسة مساء عندما يبدأ الظلام في الانتشار بحيث إن عدد المسجلين بها يصل إلى أزيد من 260 منخرطا ومنخرطة الذين يظلون مكتوفي الأيدي أمام هذه الحواسيب التي أصبحت تشبه " الديكورات" فقط دون الاستفادة منها.فهذه المعاناة والمشاكل لم تقتصر فقط على الأطفال الذين يظلون يستنشقون الملوثات التي تقذف بها مداخن معامل كيماويات المغرب صباح مساء فقط بل وصلت أيضا إلى بعض النساء التي تستفدن هن الأخريات من محاربة الأمية هناك ،بل أثرت هذه المشاكل والمعاناة على بعض جمعيات المجتمع التي تعقد اجتماعاتها داخل هذه الدار.وتبقى دار الشباب حي أموني في الوقت الراهن دون ماء ودون كهرباء في انتظار تدخل عاجل من طرف الجهات المسؤولة لإرجاع الفرحة والبسمة إلى نفوس أطفال هذه الأحياء المهمشة الذين يملكون مؤهلات كبيرة تبحث فقط عن فضاءات ملائمة لإبرازها .