خرج سكان دوار أولاد مبارك، بضواحي مدينة القنيطرة، في مسيرة حاشدة، بداية الأسبوع الجاري، شاركت فيها النساء والأطفال، للتعبير عن سخطهم وتذمرهم على عدم الاستجابة لملفهم المطلبي، المتعلق بإعادة إسكانهم.واحتجاجا على الإقصاء والتهميش، ومحاولة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء قطع التيار الكهربائي على السكان، الذين كانوا يستغلون أسلاكا مدتها من الأعمدة الكهربائية بدون ترخيص للاستفادة من الطاقة، التي ما فتئ هؤلاء السكان يناشدون المسؤولين من أجل توفيرها لهم. أفاد عضو من جمعية "دار الكرم" المحلية، حضر المسيرة الاحتجاجية، أن هذه الأخيرة عرفت تدخلا أمنيا وصفه بالعنيف من أجل منع السكان، الذين اتجهوا إلى الطريق الوطنية الرابطة بين القنيطرة والرباط، في محاولة للذهاب صوب العاصمة مشيا على الأقدام، من أجل إسماع صوتهم إلى الجهات المسؤولة، لحل مشاكلهم، بعدما تعذر عليهم ذلك محليا، ما أسفر عن إصابة بعض المحتجين بإصابات متفاوتة الخطورة، استدعت نقل بعضهم إلى مستشفى الإدريسي بمدينة القنيطرة لتلقي العلاج. توقيف المدونة وأضاف المصدر ذاته أنه جرى توقيف المسيرة بعدما قبلت السطات المحلية عقد لقاء مع السكان، إذ جرى تشكيل لجنة تتكون من ممثلي السكان وجمعويين، قاموا بنقل مطالب السكان إلى المسؤولين. ومن أهم النقط التي تضمنها الملف المطلبي، يقول المصدر ذاته، ملف السكن، ومنها المطالبة بالحصول على البقع الأرضية بالمجان، استفادة كل شاب يحمل البطاقة الوطنية من التجهيز، وتغطية مصاريف الكراء عند هدم البراكة وأثناء البناء، والإعفاء من مختلف رسوم البناء مع ضرورة الحصول على التصميم النهائي للأشطر الباقية، وضع اللائحة النهائية لعدد المستفيدين من التجهيز من أجل وضع حد أمام السكان الأشباح، التعويض عن هدم المنازل وقطع الأشجار، ومنح أصحاب الدكاكين والمقاهي بقعا تجارية لمزاولة نشاطهم، لأن ذلك النشاط يعتبر مورد رزقهم الوحيد، والنظر في الشكايات التي تقدم بها مجموعة من السكان، الذين لم يشملهم الإحصاء، للأخذ بعين الاعتبار عدد الأسر التي تقطن البراكة، وليس البراكة. كما طالبوا بالإسراع في عملية تجهيز المنطقة بالبنيات المطلوبة، وخلق لجنة للتقصي للوقوف على المستفيدين الأشباح، الذين استفادوا من البقع رغم أنهم ليسوا من قاطني الدوار. وكان سكان دوار أولاد مبارك حاولوا تنظيم مسيرة احتجاجية، السبت الماضي، في اتجاه ولاية جهة الغرب شراردة بني حسن، لكن تدخل قوات الأمن حال دون ذلك. ويرجع السبب الرئيسي في إشعال فتيل الغضب عند السكان، حسب المصدر نفسه، إلى إقدام الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء على محاولة قطع التيار الكهربائي على السكان. وقفة احتجاجية واكتفى السكان بتنظيم وقفة احتجاجية، رددوا خلالها شعارات منددة بالآثار السلبية للإقصاء والتهميش على قاطني الدوار المذكور، في ظل غياب أبسط شروط العيش الكريم، وتدني الخدمات العمومية، وعدم وفاء المجلس البلدي بوعوده لهم بحل مشاكلهم. وأفاد المصدر ذاته، أن السكان حاولوا مرة ثانية السير نحو الشارع الرئيسي، الذي يؤدي إلى الطريق الوطنية الرابطة بين القنيطرة والرباط، بعدما جرى الاعتداء على قاصرين من طرف أحد المسؤولين بالمقاطعة، أمام أعين السكان، حسب المصدر ذاته، لكن قوات الأمن منعتهم من تنفيذ مخططهم، ما أسفر عن إصابة ثلاث نساء بجروح خفيفة وكدمات في الظهر والفخذ، وجرى اعتقال أحد شباب الدوار، ليجري إطلاق سراحه في وقت لاحق. واستمرت هذه الوقفة زهاء خمس ساعات متواصلة دون توقف، يقول المصدر ذاته، متهمين المجلس البلدي بعدم وضع حلول جذرية لتفعيل مطالبهم المشروعة، المتمثلة بالأساس في الاستفادة من سكن لائق يصون كرامتهم. وفي السياق نفسه، أوضح هشام مداحي، رئيس جمعية "دار الكرم"، بأولاد أمبارك، في حديث ل"المغربية" أن المسيرة الثانية، التي نظمت، الاثنين الماضي، رسالة واضحة، وجهها سكان أولاد أمبارك للمسؤولين، من أجل التخفيف من حدة المعاناة، التي يتخبطون فيها لسنوات طوال، والتي مافتئت جمعية "دار الكرم" تبلغها لكل الجهات المعنية، لتقريبهم من الأوضاع، التي يعانيها سكان دواوير بئر الرامي، كان آخرها الملف المطلبي، الذي وجهته الجمعية للمسؤولين بتاريخ 14 أكتوبر من سنة 2009، لكن لم يجر إعطاؤه ما يستحقه من عناية واهتمام". وأفاد مداحي أنه تشكيل لجنة تتكون من فاعلين جمعويين بالمنطقة، بالإضافة إلى ممثلي السكان، من أجل تتبع ملف السكن مع الجهات المختصة. وحذر السكان أنه ستلي هذه المسيرة خطوات نضالية وصفها ب "غير المسبوقة" إن لم تتم الاستجابة لملفهم المطلبي.