"مع بزوغ أشعة شمس يوم الاثنين 09 ذو الحجة 1429 تكون أفواج "الحجيج" المغاربة الفقراء قد حلت بمنطقة البدوزة الواقعة ما بين الوالدية و مدينة أسفي، لأداء طقوس "الحج" بسيدي شاشكال على بعد 45 كلمترا شمال مدينة آسفي على الطرق الساحلية، إذ مع فجر يوم عرفة، يتقاطر أفواج من النساء و الرجال و الشباب و الأطفال على مرقد الولي سيدي شاشكال لأداء " حج المسكين"، ممتطين طاكسيات و حافلات و شاحنات أو سيارات خاصة أو عربات تجرها الدواب... و من طقوس هذا " الحج " أنه في يوم عرفة من كل سنة من طلوع الشمس إلى وقت الضحى، يقوم " الحجاج " بالطواف حفاة الأقدام (7 أشواط هرولة) حول الولي، و هم يدعون بالمغفرة و التقرب إلى الله ، و يختمونها بصلاة الجماعة بجانب حجر الطواف و بعد شرب ماء "بير زمزم" يقومون بتقديم القرابين و الهدايا و يتصافحون فيما بينهم مهنئين بحجهم المبرور، و من الملاحظ أن الحجاج يصطحبون معهم أبناءهم و يشركونهم في نسك " الحج " لضمان استمراريته، و هناك من الأطفال من يحتفظ بشعره و لا يقوم بحلاقته إلا يوم الحج ، أما النساء فيقمن بزيارة الكهف في طقوس خاصة بهن.واختلفت الروايات حول الولي سيدي محمد شاشكال الذي يطوف " الحجاج" بقبته، فهناك رواية تدعي أنه خرج من البحر ممتطيا فرسا و حاملا سيفا، عليه علامات تدل أنه من سلالة شريفة ،وأنه كان يجاهد في الكفار بفرسه في البحر. و هناك رواية أخرى رواها (بيير سنتاس) في كتابه حول التحريات التي قام بها في سواحل المحيط قصد إبراز آثار الوجود القرطاجي، حيث أشار بأن ضريح سيدي محمد شاشكال الموجود في قمة صخرة شبيه في موقعه بمعابد البحارة القدماء، كما تساءل عن أحواض محفورة في الصخرة التي يوجد بها الضريح، و مع ذلك رجح أن الأمر يتعلق بالطريقة في الدفن المعروفة في مناطق نفوذ القرطاجيين. و هناك من يعتقد أنها تعود إلى عهد البرغواطيين و المرابطين و الموحديين، نظرا لكون الطريق من المغرب إلى المشرق كانت محفوفة بالمخاطر و الأهوال، فقد أصدر بعض الفقهاء فتاوى بإسقاط فريضة الحج و أشاعوا بأن الحج على أهل المغرب مسقوط و القائل بوجوده مغلوط و الناهض إليه عاص، و أكثر من ذلك فقد روى عن الخليفة المتوكل في القرن الثالث الهجري أنه بنى بمدينة سامرا كعبة و جعل هناك طوافا و اتخذ منها عرفات.