يعرف مجال النقل بمدينة الشماعية انتعاشا على مستوى المحلي(الطاكسيات) والجهوي(حافلات النقل الكبرى) باعتبار أن المدينة تقع في منتصف الطريق الوطنية الرابطة بين أسفي ومراكش وبين شيشاوة واليوسفية (الجنوب والشمال) إلا أن البنية التحتية التي يجب أن تتوفر عليها المدينة لتحريك هذا المجال تعاني من عدة مشاكل تحول دون تقدم هذا الأخير، فالمحطة الطرقية الوحيدة بالمدينة تعاني من الإهمال وانعدام النظافة مما ينعكس سلبا على مردودية هذه الأخيرة، المحطة الطرقية التي تساهم في مداخيل المجلس البلدي بنسبة مهمة الى جانب مداخيل السوق الأسبوعي، كانت قد أحدثت مع مطلع التسعينات،الا انها بحاجة اليوم الى التفاتة جادة، للنهوض بمجال يمكن أن يساهم في حل مجموعة من المشاكل الاجتماعية في حالة ما استغل بشكل جاد ومسؤول .هذا وتعاني المحطة الطرقية من غياب عدد من المرافق كالمرحاض الوحيد الذي يتناوب عليه الرجال والنساء والذي يفتقر بدوره إلى النظافة أما جدران المحطة الخارجية فقد أصبحت وجهة للسكارى ومأوى للمتشردين كما اصبحت المحطة قبلة للبدوين الذين يقضون حاجاتهم البيولوجية داخل المحطة، فرائحة البول والفضلات التي تزكم الأنوف تجعل المسافين ينفرون من مجرد النزول من الحافلة لاقتناء اغراضهم، أما المتسولون الذين يغزون المكان بالعشرات فحدث ولا حرج، فغالبا ما يفاجأ المسافرون بعدد المجانين الذي يثير الاستغراب والدهشة في نفس الوقت، المجانين الذي يطرح أكثر من سؤال حول الجهة المتورطة في إرسالهم إلى المدينة يتخذون من المحطة الطرقية مأوى لهم يبيثون فيه ليلا ويتسولون في المحطة نهارا فقطع "الكرطون" الممتدة فوق كراسي المحطة التي تغير شكلها ولونها من فرط الازبال التي يتغزو المكان هي المأوى الوحيد للمتشردين والمتسولين الذين تمتلئ بهم المحطة بمجرد نزول الليل. هذا وتعاني المحطة أيضا من عدم تنظيم رحلات الحافلات مما يفتح المجال أمام "الكورتية" الذين يقومون بهذا العمل عوض وجود إدارة خاصة بالمحطة الطرقية تتولى تنظيمها خصوصا أن هذه الأخيرة تعرف تزيدا في عدد الحافلات التي تمر عبر المحطة والتي تقدر بالعشرات. فغياب برنامج مسطر لإدارة المحطة وعدم التفاتة المجلس البلدي لهذه الأخيرة لا يسهام في إهمال المرافق العمومية وفقط وإنما يعطي سمعة سيئة على المدينة التي اول ما يعرف الركاب- الذين يعبرونها يوميا الى مدن أخرى- هو محطتها الطرقية السيئة الذكر.