آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي بالرغم من كونه تابع للجماعة الحضرية لآسفي،فإن الزائر لدوار الرمل يجد نفسه أمام حي شبيه بالقرية والذي تعيش ساكنته معاناة حقيقية على جميع المستويات،ما جعل هاته الساكنة تفقد الثقة بالتمام والكمال في جميع الوعود سواء تلك المقدمة لها من طرف المنتخبين الجماعيين أومن طرف ممثلي السلطة المحلية بالمنطقة. فساكنة دوار الرمل بآسفي تعيش الموت البطيء نظرا للحالة المتدنية التي يتواجد عليها حيهم المنعزل بالتمام والكمال عن العالم الخارجي بالرغم من العدد الكبير لساكنته التي يفوق تعدادها 1200 فردا كلها مستاءة من الوضعية الكارثية لحيهم بعدما فقدت الثقة في الجميع حسب ما استنتجه الموقع أثناء زيارته لهذا الحي الذي يبعد بحوالي كيلومتر واحد عن السجن المحلي لآسفي. فالساكنة ومن خلال تصريحاتها للموقع أكدت على أن حيها تنعدم به الإنارة،إذ أن جميع المساكن لا تتوفر على الكهرباء،ما يخلق لهم مشكلا حقيقيا وبالضبط في الفترات الليلية،بحيث ظلت الساكنة منذ توجه نداءاتها واحتجاجاتهم وشكاياتهم إلى المسؤولين عن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء " لاراديس" لكن لا حياة لمن تنادي،نفس الشيء بالنسبة للماء الصالح للشرب الذي صرفت فيه أموال طائلة في وضع القنوات تحت الأرض فقط دون أن يكلف مسؤولو الوكالة أنفسهم عناء مساعدة ساكنة المنازل على الاستفادة من الماء، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة عن سبب عدم تزويد المساكن بهاته المادة الحيوية،حيث تلجأ الساكنة إلى ماء الجماعة في الحنفيات الثلاثة،زد على ذلك انعدام قنوات الصرف الصحي،بحيث مجاري الواد الحار فوق سطح الأرض واضحة للعيان وضوح الشمس،وتنبعث من هاته المجاري روائح جد كريهة يظل الأطفال الصغار الذين يلعبون في الدروب والأزقة يستنشقونها صباح مساء وليل نهار،وهو ما يساعد على انتشار الأوبئة والأمراض. فالمشكل لا ينحصر فقط في البنيات التحتية الهشة،بل يتعداه أيضا إلى انعدام المرافق الصحية،بحيث ينعدم بالحي المذكور مستوصف صحي،ما يضطر بالساكنة إلى قطع مسافة جد طويلة وسط طريق غير معبدة في اتجاه مستوصف شنقيط البعيد بأزيد عن ثلاث كيلومترات عن الحي،أما النساء الحوامل فحدث ولا حرج،زيادة على ذلك فإن الحي الذي يتواجد به عدد كبير من الأطفال الصغار محرومون من مؤسسة تعليمية هناك،بحيث يضطر هؤلاء الأطفال الصغار إلى قطع مسافة جد طويلة للوصول إلى المدرسة والذين تزداد معاناتهم عند هطول الأمطار. وأمام هاته المعاناة والمشاكل فإن الساكنة لم تقف مكثوفة الأيدي،بل دخلت في العديد من المعارك النضالية منها تنفيذ وقفات احتجاجية أمام مقر ولاية جهة دكالة عبدة،لكنها ولحد الساعة تتوصل فقط بالوعود الزائفة من طرف جميع المسؤولين،وتطالب في الوقت الراهن من الجهات المسؤولة مركزيا بالتدخل العاجل لإخراج حيها من هاته العزلة لكونه يضم كثافة سكانية مهمة،وباعتبار جميع مطالبها مشروعة.