سعيد البهالي مما لاشك فيه أن حجم انتظارات ساكنة مدينة اسفي من المجلس البلدي الجديد كبيرة جدا ، بحكم سنوات مضت من التهميش و التدبير الكارثي ، وبفعل الانحراف في الأولويات والهروب من المشكلات الأساسية والرئيسية للمواطن مما جعل المدينة تعرف تراجعا ونكوصا كبيرا في عدة مستويات ليس أقلها النظافة واختلال المجال والتعمير وضعف التواصل وضعف الخدمات المقدمة للمواطن وضعف البنية التحتية والتفويتات وهزالة مردودية التدبير المفوض وصعوبة الولوج للخدمات الاجتماعية ....ومما لاشك فيه أيضا أن حجم طموح المجلس البلدي الجديد كبير تجاه اسفي وأبنائها ولعل هذا ما ستبرزه الأيام القادمة ، ومن ابرز الانتظارات من المجلس البلدي الجديد: 1 ترتيب البيت الداخلي وإعادة الاعتبار للموظف الجماعي : يعتبر الموظف الجماعي الأداة الرئيسية التي يتم بها تقديم الخدمات للمواطنين / المرتفقين ، وهو الواجهة التي يعمل من خلالها المجلس الجماعي لتدبير شؤون الجماعة ، فهو وجه الجماعة وقلبها النابض ، لكن الملاحظ أن الموظف الجماعي مازال يعاني من التهميش ولا أدل على ذلك من تجميد ترقيات الموظفين لسنوات عدة ، فلحد الساعة لم تصرف ترقيات سنوات 2012 2013 2014 فضلا عن سنة 2015 رغم وجود السيولة المالية ورغم مرور فترة انتخابية تعتبر حرجة كان المفروض أن تسوى فيها جميع ملفات الموظفين لكن لم يتم ذلك للأسف ،وما تزال التعويضات عن الساعات الإضافية والتعويضات عن الأشغال الملوثة هي الأخرى لم تعرف طريقها الى جيوب الموظفين ، وليس لذلك إلا تفسير واحد وهو التهميش واللامبالاة ، وحجم انتظارات الموظفين من المجلس الجماعي الجديد كبيرة خصوصا فيما يتعلق بتدبير العلاقة مع ممثليهم النقابيين ، فالموظف الجماعي ينتظر من مجلسه الموقر إعمال المقاربة التشاركية في تدبير ملفات الموظفين والقطع مع سنوات الجفاء وبناء جسور الثقة مع باقي الشركاء الاجتماعيين من أجل ضمان تسيير أكثر ديمقراطية وشفافية ومردودية ، ومن لم يبادر بالإصلاح بادره الإصلاح ولنا في التاريخ عبرة وعظة. 2 المعضلة الاجتماعية : الحرمان من الماء والكهرباء نموذجا نتكلم عن المعضلة الاجتماعية ليس من منطق الأولوية التي تتبدل كل مرة ، بل من منطلق القضية المركزية والثابتة التي من أجلها وجدت المجالس الجماعية ومن أجلها كانت الانتخابات ،فالتقارير والكتابات الصحفية وما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي تشير إلى وجود أزيد من أربعة آلاف أسرة باسفي في الأحياء الهامشية تعيش بدون ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي ومحرومة من شواهد السكنى والشواهد الإدارية ... وهي الأسر التي امتلكت بيوتا إبان الربيع المغربي سنة 2011، وإذا كان توفير الماء والكهرباء والصرف الصحي من أولى مهام الجماعة تجاه المواطن ، فإنه رغم مرور أكثر من خمس سنوات مازال الحرمان والإقصاء هو اللغة السائدة في التعامل مع هذه الفئة من المواطنين ، فجميع الادارت المعنية بالمشكل ( المجلس ، العمالة ، الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ...) تعاملت مع هذه الفئة من المواطنين بمنطق " تمنى وتسنى "، لذلك نعتقد أن من أولويات المجلس الجماعي الحالي رفع التهميش والهشاشة والحكرة عن أحزمة الفقر والبؤس بهذه المدينة ، والعمل على تسهيل الولوج للخدمات الاجتماعية والعمومية ، وتنزيل مقتضيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع ، وتفعيل المقررات البلدية السالفة التي بقيت حبرا على ورق وإخراجها من حيز الطموح الى حيز الوجود ،فلا نتصور تنمية أو تدبير سليم مع الحرمان من أبسط شروط العيش الكريم . 3 إعادة الاعتبار للشأن الثقافي : إحياء الملتقى الفكري لآسفي الملاحظ أن مجالسنا المحلية المحترمة تجعل من الفعل الثقافي آخر اهتماماتها ، ولا يحضر الفعل الثقافي إلا باهتا وفي ثنايا مهرجانات فارغة المحتوى أقل ما يقال عنها أنها وسيلة " للكلخ " عوض أن تكون وسيلة للتثقيف والتنوير ، ولعل المجلس الجماعي الحالي مطالب بإعادة إحياء الملتقى الفكري لآسفي ، ذلك الملتقى الذي انعقدت دورته الاولى في يونيو 1988 وانعقدت دورته الثانية في ماي 1989 والذي نظمته الجماعة الحضرية لآسفي بشراكة مع جامعة محمد الخامس بالرباط وأطرته أساطين الفكر والثقافة آنذاك أمثال محمد بنشريفة ومحمد المنوني ومحمد القبلي وحميد التريكي وحليمة فرحات ومحمد بنجلون وعبد اللطيف بنشريفة ومنير البصكري وعمر افا ....ومازالت أصداء هذا الملتقى يترنم بها مثقفوا المدينة ونخبتها الواعية ويتحسرون على وأده وانقطاعه ، فأسفي في حاجة الى ملتقى فكري وثقافي سنوي يجلي الغطاء عن الهوية الثقافية والموروث الحضاري لحاضرة البحر المحيط وتبرز فيه ومن خلاله مكانة اسفي الفكرية والثقافية والحضارية والعلمية وستكون لنا عودة للحديث عن هذا الملتقى بحول الله. طموحات وانتظارات أخرى : ينتظر المواطن الاسفي من مجلسه البلدي الجديد أن يحرر الملك الجماعي المغتصب ، فالملك الجماعي جزء منه أدخل ضمن الملك الخاص بفعل عمليات الترامي والسطو ، وجزء آخر منه محتل من طرف المقاهي والصيدليات و... وينتظر المواطن كذلك إعمال الصرامة اللازمة مع الشركات التي تحفر الطرقات وتتركها حفرا وأودية وأخاديد و نخص بالذكر لاراديس واتصالات المغرب ...فلا يعقل أبدا أن تصرف المجالس المحلية ميزانية ضخمة لتعبيد الطرقات ثم تأتي هذه الشركات في اليوم الموالي لتباشر عملية الحفر في استهتار تام بالمواطن والمجالس على حد سواء ، وينتظر المواطن من المجلس القادم برمجة مشاريع تنموية واجتماعية ورياضية وبيئية جديدة مع تفعيل المخطط الجماعي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عوض أن يبقى حبرا على ورق . إن الإيمان بإمكانية التغيير والإصلاح معناه جعل هذا التغيير والإصلاح ممكنا عبر توفير شروطه وقوانينه ورجاله ، وليس مجرد كلام يلقى على عواهنه ، أو جملا فضفاضة في حملات انتخابية موسمية ، لذلك فالمواطن الذي أدلى بصوته في الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة يريد أن يرى لصوته أثرا، ولمشاركته مفعولا، ويريد لنخبته المسيرة أن تكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها ، وهذا ما نعتقده فعلا ،فأسفي تستحق كل خير لترجع إليها مكانتها كحاضرة للبحر المحيط وكعاصمة لعبدة .