بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب الاتحاد الاشتراكي باليوسفيةالمدينة التاريخية العمالية المناضلة ، عنت خاطرة انسانية وعاطفية تخص أحد المناضلين الذين تربينا معهم كجيل أتى واقتنع بسؤال اليسار في المغرب ..أردتها أن تكون لحظة أقتسمها مع القراء والمناضلين الذين يتابعون هذا الموقع ..لعلها كتابة حميمية عن لحظة عاطفية بامتياز مع مناضل اسمه سي محمد معامير ..اعذرونا ........... معامير اليوسفية ..المناضل الانسان .. محمد دهنون مدينة التراب فيها كثير من الاحبة والمناضلين ،لكنها بدونك ناقصة في نياط القلب يامعامير .. هل تصدقني يارجل ..إن قلت لك إن "الويجانطي" عرفتها عن طريقك وبسببك ..أنت الان في علياء السماء ونحن في دار الباطل نمارس رداءاتنا بكل الأناقة الممكنة..؟؟ كم يلزمنا من الوقت لنستوعب فداحة الرحيل لرعيل من الناس علمونا كيف نعتلي صهوة الوضوح والحقيقة بكل الشجاعة المطلوبة ، جيل من المناضلين فتحنا عيوننا عليهم واحتضنونا بحب وصدق ،محماد لمرابطين في اسفي ومعامير في اليوسفية ..هكذا كان الأمر ..على الأقل بالنسبة إلي وعزيز الساطوري أيضا الفتى العائد يومها من بلاد الشيوعية . لم يكن النضال يعني لنا كفتية يومها سوى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، سوى اليسار وجريدة الاتحاد الاشتراكي ، كنا ندرك أن التسلط والاستبداد والحكم الفردي تمر مواجهته وفضحه بالضرورة عن طريق حزب القوات الشعبية ، وفي تينك المدينتين كانت الفكرة تمرق عبر هذين الرجلين .. في كل مرة كان يطلب منا كمراسلين انجاز روبرتاجات عن مشاكل المدينة العمالية التي عمرها الفرنسيس ، كان مدبر الزمن ومهيء خريطة الطريق وفاتح الابواب الى المعطيات ومواقع الفساد هو الراحل معامير ، تبدأ "المعركة " الاعلامية من وقوفه على سكة القطار المتهالك الذي سيوصلنا من أسفي الى هناك ، محفظة لاتفارق كتفه ..قبعة تخفي رأسه الصغير ونصفا من جبينه ..وتلك الابتسامة البريئة الرائعة الهادئة التي يمكن أن يتعلم منها الانسان .. كيف يستطيع بني ادم التعايش مع المعاناة والحاجة والطرد التعسفي ّ.. دون الحاجة الى الانبطاح والتزلف وطحن كرامته ..تلكم هي الصورة التي ارتبطت في الذهن بسي محمد معامير .. مواعيده مضبوطة ، يبدأ العمل معه مباشرة بعد الفطور وشرب سيجارة شقراء ..لامزيد من هتك الساعات ، فالامر بالنسبة اليه نضال في نضال ..حتى ولو كان نقاشا في الفكرة الحزبية أو الالة التنظيمية التي لم نجد لها "الشحم " الملائم لتدوير مفاصلها حدود اليوم .. مدينة التراب ، لم نعرفها ولم نغص في مشاكلها وتفاصيل تفاصيلها الا من خلال هذا الاستثنائي في كل شيئ ، الرجل موقوف بل مطرود ويستقبلك في بيته وفي قلبه بكل الاريحية التي ميزت سلوكه ..هو هنا وهناك ، يحوز على احترام عميق في مدينة النضال تلك ..لاأحد يرد طلباته فيما يتعلق بمشاكل وأعطاب اليوسفية ..تجده في الفن والسياسة والثقافة وسرادقات العزاء ..بابتسامة غريبة لاتفارقه وهي لاتكاد تغادر المخيلة رغم سنوات الفراق .. عندما مات معامير ، تذكرت كل ماجمعنا به في السنوات الاخيرة ، كان دائم التنقل ..في كل محطة أو نشاط حزبي أو لقاء سياسي تجده ..بل تصادفه في الزمان والمكان الذي لاتتوقع أن تجده فيه ....انه معامير الفريد يقهرك بصمته وحبه للجميع ..حتى مع من كانوا يسيئون اليه ..النكاية الوحيدة التي كان يفردها لخصومه هي الابتسامة ولاشئ غير الابتسامة .. نستعيد صورته ، ونحن نستعد للمؤتمر التأسيسي للحزب في اليوسفية ..كان لابد أن يكون هناك ..هاته اللحظة السياسية التي ستعيشها عاصمة احمر لابد أن يكون فيها معامير ..وهو أكيد سيكون منشرحا فرحا وجذلان ..لقد حازت اليوسفية "استقلالها" السياسي والتنظيمي والبقية قادمة في الطريق ............إفرح يارجل ...... رحم الله سي محمد ..بالنسبة الي كواحد من جيل الشباب الملتصق بقصة حب اسمها الاتحاد الاشتراكي ..الحزب والجريدة ..فمعامير هو اليوسفية واليوسفية هي معامير .. سلام الله على المناضلين هناك ..وبطبيعة الحال سلالة أبو سلمى ..........