حاطبو ليل حسن أتلاغ (لواء أسفي ع 24 ) يعتبر بعض الإعلاميين الشبكة العنكبوتية مصدرا أساسيا للمعلومة، لأنهم يجدون في ذلك نوعا من الراحة والارتياح من مشقة التنقل إلى مكان الحدث أو الاتصال بصانعيه، فترى الواحد منهم ينسخ المادة الإعلامية من " النيت " ويعمل على عجنها ( مصطلح لإعلاميي آسفي ) وقلب فقراتها لينشرها بعد ذلك في منبره أو موقعه الإلكتروني، فهذا التوجه الجديد في تناول الخبر قد يبدو للبعض أسهل سبيل لولوج عالم الصحافة عموما والصحافة الإلكترونية على الخصوص، ويكفي أن تقوم بجولة في ما ينشر في الصحافة الورقية ستجد جله منسوخ من الجرائد الإلكترونية ومتناول بطرق ذكية تشوش على المعنى والمغزى، ومحرك البحث الشيخ " كوكل" شاهد إثبات و " سكانير " يكشف السرقات الإعلامية التي كنا قد تطرقنا لها في العدد السابق من " لواء أسفي "، لذا يكفي البعض أن ينشئ موقعا جميلا في مظهره وفارغا في مخبره ويغرر الزوار بمواضيع " البيريمي " التي تكون قد نشرت سابقا في منابر متعددة ، ثم يضع جواسيسه على المواقع الإلكترونية الجادة والفايسبوك، فينقل ذلك لمنبره قبل أن يرتد الطرف ليوهم الزوار بأن عينه على الحدث بشكل شمولي ويتميز بالجدة في تناول الخبر، والشيء الوحيد الذي قد يكون منتوجا شخصيا لهؤلاء " جواسيس النيت " هو البحث عن عثرات المؤسسات التجارية الكبرى بالمدينة لاستدراجها للدعم تحت الضغط والسب والقذف والكذب، وهي من الأساليب التي عفا عنها الزمن ويسعى بعض المتخصصين في الارتزاق لإحيائها من جديد. إن حرفة الاعتماد على " الانترنيت " في البحث عن المادة الخبرية لا يخلو من خطورة، ويعد ممتهنها كحاطب ليل سيما إن كان يجهل القوانين المنظمة للإعلام أو همه فقط تحقيق السبق الصحفي وجلب القراء لجريدته والزوار لموقعه وأشياء أخرى ( ...) ، وما وقع للصحفي علي أنزولا حينما نشر في موقعه شريط " تنظيم القاعدة " يسيء لبلدنا ويحرض على العنف والإرهاب دليل على ذلك، فزج به عمله هذا في غياهب السجون وهو حاليا أمام المساءلة القانونية وتهم خفيفة على اللسان وثقيلة في الميزان، وهناك مثال آخر على المستوى المحلي، حينما نشر أحد المواقع الإلكترونية الحديث العهد بأسفي " فيديو " محسوب على جهات معادية للمغرب، ظانا منه أنه حصل على صيد إعلامي ثمين، بعد أن أغرته مقدمة جميلة وإخراج جذاب لأصحابه ، وموضوع يغري بنشره وتعميمه خصوصا بعد إشارة معديه لكونه مسربا من إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، وأنه يتحدث عن التوظيفات التي مرت في الفترة الأخيرة بالمدن التي توجد بها إدارات الفوسفاط، فسارع صاحب الموقع الذي أصيب بعمى الألوان لإدراجه بموقعه، معتقدا أنه وضع يده على الحبل " السري" الذي سيربط جيبه بالإدارة الفوسفاطية ، والمسكين لا يعلم أنه وقع في فخ الإنفصاليين أعداء الوطن وأعداء وحدتنا الترابية، وكان يكفي صاحبنا أن يعود لمصدر الفيديو على " اليوتوب " ليقف على الخبر اليقين وعلى أن الفيديو مفبرك تقف وراءه جهات معادية للمغرب في استقراره وتسعى جاهدة إلى خلق البلبلة، وكنا قد نبهنا في موقع " أسفي اليوم " لمغبة التعامل مع المنتوج الإعلامي عبر النيت بدون غربلة وفحص تمحيص، ولا يعذر أحد في جهله للقوانين ولا يعذر أحد لجهله لأعداء الوطن والدين.