بقلم محسن الشقوري خرج علينا خالد الجامعي منذ مدة بكلام غريب عجيب معلقا عما حصل يوم عفي عن المجرم الاسباني مغتصب الأطفال و هو أي الجامعي, ابن مدرسة حزب الاستقلال وبيت وطني يوم كانت وطنية تراعي مصالح الأمة و قال فيما قال : "الأحزاب السياسية تركت الملك يواجه تداعيات قضية دانيال لوحده"و أتساءل:هل كان الملك, فعلا,بحاجة إلى الأحزاب السياسية أو لا قدر الله النسخة الأخيرة منها لتسانده كي يتخطى ما يفهم بأنه وضع أوجب ذلك؟ وقبل الكلام عما قاله الجامعي ,لابد من الحديث عن الملك و أي ملك؟ ملك أخذت مسألة حقوق المرأة و الطفل في عهده بعدا تخطى ما هو قانوني مؤسساتي إلى ما هو شخصي إنساني, إن أخذنا كمقياس حالة دانيال , وهو من الشعب و معه الشعب وما تمثل الأحزاب إلا القليل منه ,و على هذا فهو ليس بحاجة إلى أي كان كون الرباط قائما. وكيف للأستاذ الجامعي أن يقول مثل هذا و هو الذي لا يترك فرصة تمر إلا و جلد الأحزاب و تشفى فيما آلت إليه أمورها ,معرفة بطبيعتها وحالها,و كيف له ذلك أيضا و هو يعرف ما وصلت إليه بممثليها إن في القبة أو بالمجالس ,وهل سيكون مفيدا ,استراتيجيا, للمؤسسة الملكية أن يقف بجانبها و يصطف معها من غمرت المحاكم فسادا قضاياهم ,ومن رائحة الخمور غطت موضع خروج كلامهم ,ومن ساءت بفعل دناءة الخطاب حالة وطنهم ,و فوق كل هذا,هل نوجد في حالة حرب أو ما شابه ضد أي معتد خارجي كي نطالب من الأحزاب الاصطفاف و التعبئة و السند ؟ لا أرى, كما هو حال الكثير, لماذا سيحتاج الملك للأحزاب لتكون معه. ما حصل,مثلا, يوم نفي المرحوم محمد الخامس سلطان الحركة الوطنية أوجب انخراط الأحزاب للوقوف في وجه الاستعمار حتى يعود الملك لبلده و بيده استقلالها,و ما حصل, يوم قضية جزيرة ليلى حتم وجود من يساند الملك إذ أن المشكل أخذ أبعادا كونية اعتبارا لموقع الدولتين ,جغرافيا و كاد يشكل خطرا على المغرب في مواجهة اسبانيا قوية تكن له العداء خاصة منذ اليوم الذي بدأ يقتسم معها خيرات مضيق جبل طارق ,و كانت الأحزاب, أو بعضها, في أوجها و كان لها وزن على المستوى الدولي . لو افترضنا أن الملك كان بحاجة لمن يقف معه لتخطي تداعيات مشكلة ما ,فهل يعول الأستاذ الجامعي على خلف علال , وهل من مقارنة بين ما كان لنا و ما لدينا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, و أين من أصبح عبدا لله بن عبد الله من يعتة ,و أين الخطيب وأين القادري و أمثالهم ؟ و أخيرا, نحمد الله كون الأحزاب دخلت جحورها في حينها و تركت الأمور لأهلها,لأنها, وصلت درجة من العبث جعلتنا نستحيي حتى من ذكرها ,فما بالك يا أستاذ لو تركناها تصطف مع ما بقي لنا من أمل لمستقبل ابناءنا.