بدلا من أن يقوم الاتحاد العام للمقاولات والمهن بالمغرب دوره الأساسي المتمثل في الدفاع عن حقوق تجار التبغ بدأ يلعب دور " الباطرونة " دفاعا عن الشركات الكبرى المتحكمة في سوق التبغ فكان إنشاء الاتحاد الوطني للتجار التبغ كأول نقابة مهنية للتجار استبشرنا بها خيرا فأصبحت وبالا على تجار التبغ مما دفع ببعض الغيورين من أصحاب الذمة إلى إنشاء حركة تصحيحية داخل الاتحاد الوطني لتجار التبغ لتصحيح المسار وضدا على العنجهية المتبعة من طرف رئيس الاتحاد وكاتبه العام الذي أراد لنفسه الدخول في آتون مافيا التبغ بالمغرب وأصبح المدافع الرسمي عن الشركة المعلومة والتي بدلا من أن تدخل وتنافس في السوق المغربية بطريقة قانونية ومنافساتية ارتأت أن تشتري ذمم التجار التبغ أصحاب الصاكات المغلوبين على أمرهم بأموالها والتي أظهرت سخاء لم نعهده من قبل في إهدارها. فتبين لنا نحن أعضاء الحركة التصحيحية وبالملموس أن هذا الكيان الذي استبشرنا به خير أصبح أداة من أجل تلبية رغبات الشركة دون الدفاع عن مصالح التجار فكان لزاما علينا الوقوف أمام مثل هذه التصرفات وحث السيد الكاتب العام ورئيس الاتحاد على الرجوع عن هذا العمل وعدم الانحياز لشركة دون أخرى فكان الرد أن الخوض في مثل هذا الكلام يعتبر خطا احمرا مبررا ذلك في عدم نضجنا النقابي ولتجربته الكبيرة داخل المنظمة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي . لكن هيهات منا الركوع والاستسلام والخنوع لمثل تلك الأفكار البالية المتقادمة التي أكل عليها الظهر وشرب فكان موقفنا موقفا نضاليا قررنا الاستقالة من الاتحاد الوطني لتجار التبغ ومن الاتحاد العام للمقاولات والمهن لأنه لا يشرفنا الاشتغال مع مجموعة تبيع وتشتري بذمم أصحاب الصاكات البسطاء والذين لا حول لهم ولا قوة إلا أنهم وجدوا في مهنة تلهث لها السنة وأفواه امبرياليات التبغ العالمية