عندما طرح منصف الكتاني رئيس الإتحاد العام للمقاولات والمهن سؤال: شكون عندو فيكم تغطية صحية؟ على تجار التبغ الذين حلوا بمقر الإتحاد بالدار البيضاء صباح يوم السبت الماضي، رفعت أيادي 7 تجار فقط منهم لتأكيد توفرهم على هذا الإمتياز الإجتماعي. وحينما سألهم عما إذا كانوا يتوفرون على تقاعد، لم يحص سوى أربعة تجار محظوظين رفعوا أياديهم وسط حشد هائل من أصحاب هذه المهنة. أما عندما طرح عليهم سؤال ثالث مفاده: شكون فيكم كيخلص الضريبة؟ تعالت أيادي الجميع ولم تدع لطارح السؤال فرصة إحصاء ولو تاجر واحد ممتنع عن أداء الواجب الضريبي. اللهم إن هذا منكر! يقول منصف الكتاني بحسرة قبل أن يقاطعه صوت صاخب صدر عن أحد تجار التبغ: “ومني كيمرض شي واحد فينا أسي منصف كيسد المحال ديالو وما كيلقى ما ياكل لا هو ولا وليداتوا، أما مني كيتحرق ليه المحال ديالو ولا كيتعرض للسرقة لا قدر الله، كيضيع ليه كلشي ومشات على عينيه ضبابة، لا تعويض لا تأمين!” وما زاد الطين بلة، ضغوطات شركة ألطاديس على تجار التبغ، يؤكد بعض التجار، حيث أفاد أحدهم بأن الشركة تجبر بائع التبغ بالتقسيط على تسويق منتوجات الشركة لوحدها دون سواها، وتهدده بوقف التزويد في حالة عدم لجوئه إلى إزالة اليافطات الإشهارية للشركات المنافسة من باب المحل التجاري. “ألطاديس راها عارفة بأن السوق مفتوح ومن حقنا بنبيعو سلعة ديال شركات آخرى منافسة، ورغم ذلك كتمارس علينا ضغوطات باش ما نتعاملوش مع موزعين آخرين” يقول آخر ويتساءل في الوقت ذاته: فيناهي حرية المنافسة؟. ولرفع هذا الحيف، راسلنا مجلس المنافسة وطرقنا أبواب وزارة الصناعة والتجارة، لكن دون جدوى لحد الآن، وارتأينا بأنه من الضروري تأسيس اتحاد وطني لتجار التبغ، يشير من جهته عبد الحميد باهي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لهذا الإتحاد، بعدما أكد بأن التجار استنفذوا جميع السبل السلمية الكفيلة برد الإعتبار لهذه الشريحة الإجتماعية. وبمناسبة تأسيس هذا الإتحاد النقابي، استنكر منصف الكتاني السلوكات الممارسة في حق تجار التبغ من قبل الشركات المزودة، حيث ذكر بأن هذه الأخيرة تضخ في ميزانية الدولة ضرائب تناهز ملياري درهم سنويا، وهو ما يؤكد كونها تحقق أرباح خيالية، في الوقت الذي تمنح فيه للتاجر نسبة 4,5 في المئة فقط كهامش ربح عن كل منتوج تبغ يسوق في محله التجاري، “وهاذ الشي ماشي معقول، ولهذا فنحن نطالب بضرورة رفع هوامش ربح التجار مع ضمان الإحترام اللازم لهذه الفئة المهنية من قبل المزودين” يقول منصف رئيس الإتحاد العام للمقاولات والمهن، الذي يعد الإطار التنظيمي الذي ستنضوي تحت لوائه النقابة الجديدة لتجار التبغ عبد الحميد باهي الذي انتخب بهذه المناسبة أمينا عاما لهذه النقابة الوطنية، تحدث بلغة الأرقام لتأكيد الدور الإقتصادي الهام الذي يلعبه مهنيوا القطاع، حيث أشار إلى أن تجار التبغ بالمغرب يوفرون ما يزيد عن 32 ألف منصب شغل مباشر، في وقت دكر فيه بأن هناك 23 ألف رخصة بيع عبر التراب الوطني. ومع ذلك، فتجار التبغ يشتكون من ضغوطات ألطاديس التي شبهها منصف الكتاني ب “أعمال المافيا”، باعتبار أن الشركة المعنية المهيمنة على السوق تحد من حرية التاجر في التصرف في محله، وتلزمه بتسويق منتوجاتها بشكل حصري وعدم التعامل مع الشركات المنافسة، إن هو أراد الإستفادة من خدمات التزويد المنتظم، ضاربة بعرض الحائط بنود القانون الذي يقر حرية المنافسة، “وهذا مشكل لا يرتبط فقط بسلع التبغ” يؤكد منصف، “وإنما نجده للأسف بمنتوجات استهلاكية أخرى، مثل الحليب والغاز والمشروبات الغازية وغيرها” يضيف رئيس الإتحاد العام للمقاولات والمهن. منصف لم يخف وجود إرادة لدى وزير الصناعة والتجارة الحالي عبد القادر عمارة، لحل هذا المشكل، “إلا أنه اشترط في ذلك ضرورة تعبأ تجار التبغ في إطار تنظيمي يمتلك القدرة على التواصل وطرح المشاكل التي تعيق تطور النشاط التجاري لمقسطي منتوجات التبغ” يسترسل المتحدث ذاته