المشهد الثقافي باسفي رصد لأوجه الحركية وتوثيق لمسار الإبداع بقلم :سعيد البهالي يعيش المشهد الثقافي والإبداعي بمدينة اسفي منذ تسعينيات القرن الماضي حركية وفاعلية تستحق الاهتمام والتنويه من جهة ،والرصد والتوثيق من جهة أخرى ، وإذا كانت بعض السلبيات والقصور مازالت تؤثر سلبا على المشهد الثقافي كتفويت المركب الثقافي بالزاوية لصالح مكتب التكوين المهني ، وإغلاق بعض المكتبات البلدية (خزانة زين العابدين ، الخزانة قرب قاعة الأفراح ...) وإغلاق مجموعة من المكتبات الخاصة ( مكتبة الشباب ، مكتبة النسير ...) وإقبار الملتقى الفكري لمدينة اسفي واستبداله بمهرجان " للشيخات" و"الطعريجة " فان باقي عناصر الوضع الثقافي باسفي باتت تعرف حركية وتنوعا يتجاور فيها الشعري بالنثري ، والمسرحي بالسينمائي ،والتشكيلي بالتراثي ،والقصصي بالروائي .... كل ذلك مسنود بذاكرة ثقافية علمية وفكرية قوية تميزت بها اسفي على مر تاريخها الطويل حيث أنجبت المدينة مئات الفقهاء والعلماء والأدباء والشعراء والفلكيين والمؤرخين الذين برزوا في مختلف ميادين العلم والمعرفة ،ويمتح المشهد الثقافي باسفي غناه وتنوعه من خلال الموروث الحضاري والاجتماعي والحرفي للمدينة ويتمثل ذلك في الفنون الشعبية (ملحون ،موسيقى الزوايا ،حلقة ،تقاليد العرس والختان،فروسية ....) وفنون حرفية (خزف ،حياكة ، رماية ،صيد بالسلوقي ، طقوس الصيد البحري ، طقوس الفلاحة من حرث وزرع وحصاد ،حناء ، نقش على الجبص والخشب والفخار....) وهكذا فان اسفي تستمد خصوصياتها الثقافية والاجتماعية من رصيدها وموروثها الثقافي المتنوع . لا يجادل المتتبع للشأن المحلي في كون مدينة اسفي تتوفر على بنيات تحتية وفوقية ومؤهلات مؤسساتية مهمة تساعد على بلورة الفعل الثقافي وتعزز مشهده ، ويتجلى ذلك في :