تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة، المنظمة من طرف جمعية أجراس للتنمية والثقافة الشعبية بدعم مع وزارة الثقافة، ما بين 17 و20 يوليوز الجاري، بمدينة طنجة، بندوة فكرية حول موضوع "تجليات البعد الصوفي في الفنون الجبلية". تكريم الصنهاجي والأندلسي في الدورة السابقة – خاص ، يشارك فيها مجموعة من الباحثين الأكاديميين المغاربة، الذين سيسلطون الضوء على هذا التراث الفني العريق بشمال المغرب، الذي يفتقد إلى التوثيق، وسيبحثون في الجذور الصوفية للتراث الجبلي بشمال المغرب، كاشفين عما يزخر به التراث الشعبي الجبلي من فنون أصيلة، وعادات وتقاليد، ذات أبعاد عميقة. وتسعى الندوة الفكرية للدورة الخامسة من مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة، المنظمة تحت شعار "التراث الجبلي غنى الذاكرة وتجدد الإبداع"، حسب بلاغ لجمعية أجراس للتنمية والثقافة الشعبية، إلى رد الاعتبار لهذا التراث الفني الغني، انطلاقا من الموقع، الذي أصبح المهرجان يحتله محليا، جهويا ووطنيا. وأضاف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن الساحة الفنية والثقافية بمدينة طنجة تشهد انتعاشة لافتة خلال موسم الصيف، في ظل تعدد المرجعيات الثقافية، والموارد الفنية، ما يجعل هذه المدينة تعيش على إيقاعات تبلور تطلعات السكان والزوار، مشيرا إلى أنه "عملا بمبدأ التعايش، والتكامل والانسجام، وإيمانا بدور التنوع في إغناء المشهد الثقافي، وتماشيا مع التحولات السوسيو –اقتصادية، التي تعرفها المنطقة الشمالية، خاصة منها منطقة اجبالة، تحرص جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية على أهمية تموقع مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة، الذي يعيش هذه السنة ربيعه الخامس تحت شعار "التراث الجبلي غنى الذاكرة و تجدد الإبداع"، في إصرار كبير على المضي قدما للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني في تراثنا الجبلي رغم قلة التوثيق". وأوضح البلاغ أن ما يزخر به التراث الشعبي الجبلي من فنون أصيلة وعادات وتقاليد ذات أبعاد عميقة، يترجم سيرورة حياة تتناغم فيها الروح والذات عبر مفردات يصعب فك رموزها إلا بالنبش والبحث، وبتدخل جاد لأكاديميين مهتمين، ولعل اختيار موضوع "تجليات البعد الصوفي في الفنون الجبلية" كمحور لندوة هذه الدورة، لدلالة واضحة على المسار، الذي تنهجه الجمعية في الجانب العلمي لهذا المهرجان. وذكرت الجمعية، في اتصال مع "المغربية"، أن مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة بانفتاحه على باقي الثقافات والفنون، برهن وبالملموس، من خلال الدورات السابقة، على سعيه الحثيث لرد الاعتبار لهذا التراث الفني الغني، وأضافت أن الدورة الخامسة من المهرجان تهدف إلى ضمان استمرارية جادة لتحقيق الأهداف التالية: التعريف بغنى التراث الجبلي، والمساهمة في إثراء المشهد الفني الثقافي لجهة طنجة - تطوان عموما، ومدينة طنجة خصوصا، والمشاركة في إغناء الجانب السوسيو- اقتصادي لمدينة طنجة، وتكريم رموز الفنون الجبلية اعترافا بما أسدوه في هذا المجال، والاهتمام بمكونات التراث الفني الجبلي بحثا وتوثيقا، ثم الاعتناء بالمواهب والطاقات الشابة في مجال الفن الجبلي. ورغم الصعوبات التي تعترض فريق العمل أثناء فترات الإعداد للمهرجان، والمتمثلة، كما قالت الجمعية، في قلة المواد الموثقة لهذا التراث، وشساعة المنطقة التي يوجد بها، يبقى الرهان قائما لكسب تحدي البحث في جذور الفنون الجبلية والفنون المجاورة، والعمل على ضمان كينونتها واستمراريتها بالتعاون مع وزارة الثقافة، والجهات الداعمة، والشركاء، وكل الغيورين على الموروث الثقافي الفني المغربي. ويتضمن برنامج الدورة الخامسة من مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة، مجموعة من العروض الموسيقية من التراث الشعبي الفني المغربي، إذ تنطلق الفعاليات بعرض لفرقة الحصادة من أحد الغربية (جنوب طنجة)، ترافقها كل من فرقة السلام للكورال الجبلي، وجوق نجوم الشمال للطقطوقة الجبلية، وفرقة عبد الواحد القصري للفنون الشعبية. وفي ثاني سهرات المهرجان، ستتقاطع الطقطوقة الجبلية مع الأهازيج الصوفية في عرض مشترك لكل من فرقة الهيث الجبلي وعيساوة، يليهما جوق فن العيطة الجبلية بطنجة، وفرقة تاونات للطقطوقة الجبلية والشيخ محمد العروسي، والفنانة شامة الزاز، والشيخ عبد المالك الأندلسي. وسيتعرف جمهور المهرجان على واحدة من طقوس العرس الجبلي خلال السهرة الثالثة، التي ستنطلق بحفل حناء العريس الجبلي من أداء الشيخ السريفي وفرقة الطرب الجبلي، وعرض جوق شفشاون للطرب الجبلي، وشذرات من الحضرة التطوانية، ليختتم المهرجان بتكريم أحد رموز هذا الفن بالمغرب، شيخ العيطة الجبلية عبد اللطيف الخمسي، وعرض شريط وثائقي عنه، مع كلمات وشهادات في حق هذا الفنان، الذي أبدع في فن الطقطوقة الجبلية. للإشارة، فالدورة الرابعة من المهرجان كرمت الشيخين بوعلام الصنهاجي، وعبد المالك الأندلسي.