عبد الرحيم اكريطي شكلت القافلة التحسيسية والتوعوية حول حقوق المرأة التي دخلت محطتها الثالثة المنظمة من قبل الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد المرأء بآسفي بدعم من السفارة الفرنسية والتي شارك فيها العديد من الأساتذة المختصين من قضاة ومحامين وفعاليات جمعوية فرصة حقيقية للوقوف عن كتب على أهم أنواع العنف الممارس بالمناطق القروية بآسفي من خلال الشهادات الحية التي أدلت وأدلى بها المستفيدون من هذه القافلة. وأكدت كريمة قاسمي رئيسة الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد المرأة بآسفي في تصريحها لموقع "آسفي اليوم" على أنه خلال هذه القافلة التي ابتدأت يوم 3 نونبر وستستمر إلى غاية 09 دجنبر والتي شملت وستشمل مناطق سبت جزولة واحد احرارة وإيير وآسفيالمدينة واليوسفية والشماعية والبدوزة تم اكتشاف أن العقلية الذكورية لاتزال مترسخة في ذهون العديد من الأزواج حيث تضيف أن خلايا تابعة للجمعية قامت بحملات تحسيسية قبلية وسط الدواوير باتصالها بشكل مباشر بالنساء والرجال وحثهم على المشاركة في إحدى الأنشطة التي تتعلق بحقوق المرأة ومدونة الأسرة والتي تعتزم الجمعية بتنسيق مع السفارة الفرنسية تنظيمها بمنطقتهم والتي عبرت من خلالها العديد من النساء عن رغبتهن في متابعة هذه المحاضرات التي ستلقى في هذا الشأن ، لكن الغريب في الأمر تضيف قاسمي أن وقت النشاط التحسيسي في بعض المناطق تغيبت النساء اللواتي سبق وأن عبرن عن رغبتهن في الحضور ، مبرزة أنه من أسباب ذلك حسب المعلومات التي استقاها أعضاء الجمعية هو منع الأزواج لزوجاتهن من الحضور بدعوى أن ذلك سيساهم في توعيتهن ، ولم تفتها الفرصة دون أن تعبر عن غبطتها من الوعي الذي عبر عنه سكان الدواوير التابعة لجماعة إيير من خلال العدد الكبير من النساء اللواتي تابعن النشاط واللواتي عبرن فيه بكل حرية وتلقائية عن مشاكلهن حسب شهاداتهن الحية .وأضافت كريمة قاسمي على أن نوع المشاكل الأكثر انتشارا في البوادي هي تلك المتعلقة بثبوت الزوجية والطرد من بيت الزوجية المصحوب بالعنف الجسدي بمعنى أن أغلب النساء ليست لهن وثائق رسمية تؤكد صحة الزواج إضافة إلى ظاهرة تزويج البنات القاصرات والتي تنتشر في العديد من المناطق مما يصعب معها عملية إنجاز الوثائق ، مبرزة أيضا على أن الطرد من بيت الزوجية المصحوب بالعنف الجسدي سمة العنف الممارس من قبل أغلب الأزواج بالبوادي وهذا ما تم تسجيله في الشهادات الحية للعديد من النساء اللواتي حاولن عدم البوح بالعديد من الأسرار بسبب الحشمة حيث تضطرن إلى التعبير عن ذلك مباشرة بعد نهاية النشاط ، كما تم تسجيل إحدى الظواهر الغريبة بمنطقة احد احرارة وتتعلق بمنع الزوج لزوجة من الذهاب إلى السوق أو قضاء بعض أغراضها لوحدها حيث تبين ذلك في كون النساء اللواتي حضرن للمحاضرة في هذه المنطقة محسوبات على رؤوس الأصابع بعدما حضرن بشكل متستر خوفا من أزواجهم .وبالمقابل أشارت رئيسة الجمعية إلى أن بعض الأزواج الذين تابعوا أنشطة الجمعية هاته أكدوا على أن النساء تتعرضن بالفعل للحيف وأنهن تشتغلن بشكل كبير ويجب انصافهن وتشجيعهن ورد الاعتبار إليهن ، ولم تخف الحالات الصعبة التي تم الوقوف عليها في هذه اللقاءات والتي تكلفت الجمعية بتبنيها منها على الخصوص حالة ثبوت الزوجية والتي تتعلق بزواج قاصر في سن 13 والتي لديها مولودة تبلغ من العمر 4 سنوات حيث صادف الزوجين العديد من الصعوبات أثناء رغبتهما إنجاز الوثائق الخاصة بازدياد المولودة، ثم حالة أخرى تتعلق بطلب تقدم به أحد الأزواج يهم إنجاز وثائق زوجته كون هذه الأخيرة ليس لها أب أو أم بعدما كانت متبناة من قبل إحدى العائلات .وحسب تصريحات بعض النساء اللواتي تابعن أشغال القافلة التحسسية والتوعوية فقد اعتبرن هذا العمل عملا إنسانيا يتمثل أساسا في مشاركة ممثل النيابة العامة فيه والعديد من المحامين ،مؤكدة على أن الأمر يتعلق بتقريب المحكمة منهن وتعبيرهن بكل حرية وطلاقة أمام الملإ والمسؤولين عن مشاكلهن واستفادتهن من مجموعة من النصائح والإرشادات القانونية التي قدمت لهن بالمناسبة والتي كن في حاجة ماسة إليها.