عبادة عبد الصادق يعتبر ملف الصحة بالإقليم من الملفات الشائكة ,وقضية من القضايا الساخنة ,اعتبارا لكون العلاج والتطبيب كحق من حقوق الإنسان فهو ضرورة من ضرورات العيش الكريم مثله مثل السكن والشغل والتعليم ,ويدخل في باب المتعيش اليومي ,دلك أن جماعة بشرية تنخرها الأمراض ولا طاقة لها للعلاج هي ميتة أصلا . ولان عاصمة الإقليم ,وعاصمة جهة دكالة عبدة ,مدينة أسفي أغلب ساكنتها تعاني من أمراض مزمنة كأمراض الحساسية والربو، نتيجة التلوث البيئي جراء أبخرة المركب الكيماوي الفسفوري إلى جانب أمراض أخرى ,فهي محتاجة الى مجموعة من البنيات الصحية والوحدات العلاجية الضرورية .ذالك أن الأطباء سجلوا خلال السنوات الاخيرة ارتفاعا مهولا لهذه الامراض ,ويعاني منها جل سكان المدينة وخصوصا الأطفال والشيوخ , حيث سجلت بالأمس القريب في احدى الليالي حالات اختناق صعبة وبشكل فضيع أدت إلى بعض الوفيات جراء تسرب بعض الغازات السامة والأبخرة الملوث للجو ,ولان بالمدينة مستشفى محمد الخامس الجهوي فقد عجز عن استقبال الوافدين عليه تلك الليلة .وندكر هنا على سبيل المثال لا الحصر , حادثة الناعورة المشؤومة التي عجز هدا المستشفى الجهوي عن استقبال المتضررين وارسال بعضهم الى مراكش ,فهذا المستشفى هو الاخر مريض ويحتاج الى العلاج ,يعاني من قلة ونذرة الأطباء المتخصصين الشيء الذي يدفع بالمسئولين عليه إلى الاستنجاد بأطباء القطاع الخاص ,وكم هي الحالات التي تم نقلها خارج الإقليم وربما يموت المصابون بها في الطريق قبل الوصول إلى مكان المقصود وهي حالات تحتاج الى المعالجة السريعة والمستعجلة . هذا الموضوع سال فيه المداد الكثير من طرف مراسلي الصحف المحلية والوطنية والجرائد الاليكترونية دون أن يتم الانتباه الى هدا الإقليم ,وكان موضوع الصحة وضرورة التطبيب والعلاج لا يشكل أولوية بهذا الاقليم ,الذي يتضح انه يعيش التهميش والإقصاء في العديد من القضايا والملفات الشائكة التي تحتاج إلى الحل السريع حتى أصبح الناس هنا يعتبرون مدينة اسفي مقبرة للأحياء الموتى "شحال من مرض عالجناه بالصبر او القبر". العارفون بخبايا أمور الصحة وهذا المستشفى الجهوي واجهة تغري الناظر اليها لكن الذي يدخلها ستصدمه مجموعة من الأمور ,وكان الذي يدخله مفقود والخارج منه إما ميت او مولود. فمن أجل ان يتجاوز المستشفى محنته ,ويحصل فيه اغلب المرضى على حقهم فان الأمور تحتاج إلى إرادة حقيقية تفعل انطلاقا من التدخل لتعيد لمجال الصحة بالاقبيم وظيفتها الاساسيية فالساكنة محتاجة إلى هذا الحق في حياتها اليومية ,أما سلبه فهو سلب للحياة .وإعلان مسبق لموت شريحة اجتماعية واسعة أصبح المرض ينخرها ويقض مضجعها.