بقلم :محمد دهنون حسنا فعل المسؤولون عندما سحبوا التحقيق من بوليس آسفي .. لا يمكن للجلاد أن يبحث و يحقق في لواحق عمله ..فالضحية ستبقى ضحية أمام جلادها .. ما حدث في آسفي و ما أنجزه بوليس آسفي في حق متظاهري و ناشطي 20 فبراير ، لا يتطلب فقط بحثا نزيها و تحقيقا عميقا .. بل الأمر يتجاوز ذلك إلى محاكمة و محاسبة من تسبب في حفلة القمع و التعذيب هاته. و لعل الشهادات و الإفادات التي سمعناها من افواه الشباب و المعطوبين كفيلة بتوضيح الصورة التي كانت عليها المدينة يوم 29 ماي . لقد حولوا أحياء الكورس و الزاوية و السانية إلى ساحات ضرب و قمع بشع و همجي ضد مدنيين عزل لا يبغون سوى الاحتجاج السلمي . ما رسوا كل السادية و كل أمراضهم البوليسية المقيتة و استخرجوا أساليب سنوات الرصاص التي لا تحترم آدمية البشر و لا كرامته و نزلوا بكل ثقلهم المريض ليكسروا عظام و أسنان و أرجل و صدور المتظاهرين .البلاد غارقة في نقاش دستوري و سياسي رصين .. و الساحة تغلي بحراك شعبي قوي و الملك في خطبه الرسمية يؤكد على احترام حقوق الإنسان و ما فتئ يرسل الإشارات الواضحة على ضرورة تعميق الخيار الديمقراطي و دولة الحق و القانون. لكن هؤلاء الأغبياء و المعقدون الذين مازالوا يختفون داخل أجهزة الأمن و في عقولهم ثقافة أوفقير و البصري و صاكا و كل "الحجاج" الذين عاشوا على تعذيب المناضلين في الأقبية و المعتقلات السرية . قلت هؤلاء الأغبياء لم ينتبهوا للسياقات السياسية و الحقوقية التي تخترق مشهدنا الوطني . قالوا لهم امنعوا المسيرات و احبسوا الاحتجاجات .. لكنهم زادوا من رؤوسهم و الزيادة كانت هذه المرة من راس الحامد و اللي فوق منو .. فليتحملوا نتائج عملهم و ليقولوا للمحققين الذين سيستمعون إليهم أن المرحوم كمال العماري دار كسيدة و جاتوا سكتة قلبية مثل البلاغ البليد الذي أصدرته سلطة آسفي بكل التسرع الهاوي في التعامل مع قتل و قمع لن تستطيع أية جهة كيفما كانت مسؤوليتها أن تنفيه أو تمسحه من أرض الواقع . ! . منع الوقفات ليس هو القمع و الاستعمال المفرط للقوة .. ضربتم الناس و شجت رؤوس الشيوخ بميزان الخضرة .. هاجمتم النساء و العزل .. اختطفتم شباب حركة 20 فبراير و عذبتموهم .. من تكونون و أية سلطة تحميكم .. هل هذه هي الرجلة و الوطنية و المسؤولية .. هددتم الناس بالاغتصاب و اغتصاب أمهاتهم و أخواتهم و زوجاتهم .. و تهكمتم فوق أجسادهم على التغيير و الديمقراطية و فيكم من بال على الشباب و مثل بأجسادهم .. فيكم من سحب نقود الناس و هواتفهم و مفاتيحهم و ملابسهم .. و لم تكتفوا بهذا .. بل بالغتم في الاجتهاد و رميتم الناس في الخلاء.. هل كل هذا يدخل في إطار منع الوقفات؟ كونوا على يقين ان التغيير سيأتي و سنناضل من أجله كقوى حية في هذه البلاد مع كل الديمقراطيين من أجل مستقبل أبنائنا و أجيالنا .. و لن توقفنا مثل هذه الممارسات.. الشباب دفن الخوف في الخلاء .. و سترون أي منقلب ستنقلبون .. لأن ممارساتكم فاقت كل التصورات . و على الجميع اليوم أن يكون مقتنعا بضرورة تقديم الجناة و القامعون و المعذبون إلى المحاكمة العادلة .. حتى يستوي مبدأ عدم الإفلات من العقاب مع طبيعة ما حدث .كل الشهادات التي استقيناها تتوجه مباشرة إلى ضباط الأمن و مفتشيهم و أسماؤهم معروفة كما وجوههم و مواقعهم .. يتقدمهم رئيس الشرطة القضائية .. هؤلاء يقول شباب 20 فبراير إنهم من كانوا وراء هذا القمع الهمجي . و بالتالي فإن المسؤولية تفرض كشف الحقيقة و تعرية الجلادين الذين ينتمون خطأ إلى جهاز الأمن ..و نقول جلادون انسجاما مع التشوهات و التعذيب الذي نالته أجساد المتظاهرين . و بالمقابل على كل من تواطأ أو شارك أو عذب انتظار دوره ، لن تمر الأمور بالسهولة التي يتصورونها .. و نقول لهم بكل وضوح سيلاحقكم القانون و الجمعيات الحقوقية و الأحزاب و الفاعلون إلى أن تنالوا جزاءكم .أبناء آسفي الأحرار .. لن يسمحوا بمثل هذا الإذلال و المهانة و انتهاك الحرمات التي مارستموها علينا .. انتهت السياسة و انتهى الحوار .. و لن يبقى بيننا و بينكم سوى جثة العماري و الدم المسفوح في شوارع المدينة .. لن يبقى بيننا و بينكم سوى ملاحقة تلك العناصر التي شمت و تشم سليسيون القمع و المدمنة عليه منذ زمان .و بالمناسبة بعض مسؤولي الأمن بآسفي منافقون و يعتقدون أنفسهم أذكياء و فوق الجميع بما فيها التوجهات التي تصدر عن أعلى سلطة في البلاد .. لا يفهمون الحوار الصادق و لا يعنون بطريقة التعامل المنفتحة معهم .. يعتقدون أنهم يشتغلون بالجميع و ليس مع الجميع .. لكنهم هذه المرة في عين العاصفة و بالدارجة .. حصلتوا و خاصكم تخلصوا الثمن .. و الله العظيم آسفي لن تترك أمثالكم يعيثون قمعا و تنكيلا و تعذيبا في أبنائها .. و سترون .. نعم سترون النجوم في عز الظهر كما قلناها سابقا لأحد التافهين من قياد آخر لحظة .