يعيش السوق الأسبوعي ثلاثاء بوكدرة بآسفي على إيقاع الفوضى وغياب التنظيم بالرغم من كونه يعتبر أكبر سوق بقيادة العامر وثالث أكبر سوق في قبيلة عبدة،حيث تم تشييده في مكان مهدد بالفيضان في أي وقت من الأوقات لتواجد روافد مجاري المياه التي تنبع من جبال الميسات المتاخمة لأربعاء سيدي امحمد التيجي والتي تخترق دار الزيدية مرورا بدوار العبابدة المجاور لحفرة البير وللبريات. فحسب تصريحات بعض ساكنة المنطقة لموقع"آسفي اليوم"فإن السوق يعرف فوضى من ناحية التنظيم حيث العشوائية هي سيدة الموقف،متسائلة عن الكيفية والمعايير التي تحدد بها أثمنة كراءه،إذ يحكي لنا أحد ساكنة المنطقة على أن مركز بوكدرة عرف فيضانات في السنوات الماضية وخاصة بداية الستينيات من القرن الماضي بعدما غمرت المياه المنازل والدكاكين،ما تسبب في خسائر فادحة أدت إلى جرف جثث المواشي والكلاب والأغطية من زرابي وألبسة،مضيفا على أنه سبق لجدته بنت الدغوغي رحمها الله أن حكت له أن تاجرا في مركز بوكدرة القديم باغتته المياه وهو في دكانه حيث كانت سلعه تتعرض للجرف أمام عينيه فما كان عليه أمام يأسه إلا أن بدأ يأخذ سلعه من علب الشاي من فئة خمسة نجوم وهنريس وقوالب سكر النمر ويرمي بها خارج دكانه انتقاما قبل أن تسبقه لها المياه وهو يقول بصوت مرتفع"الحقي بأمك،الحقي بأختك" . وتتساءل العديد من فعاليات المنطقة عن الجدوى من تنقيل هذا السوق في بداية تسعينيات القرن الماضي ،بحيث تم إنفاق أموال طائلة دون أن يتم استغلال مكانه القديم في مشروع يعود بالنفع على المنطقة كون تحويله من مكانه الأصلي يعتبر خسارة كبيرة بالنسبة لجماعة بوكدرة بعدما ظل مكانه عبارة عن أرض خلاء تحول إلى مرتع للمتسكعين والمتلاشيات والنباتات الشوكية،كما أن مجزرته المتهالكة تشكل مرتعا خصبا للسكارى والمتشردين،بحيث إن السوق الجديد يتواجد في الوقت الراهن في مكان خالي يعمه الظلام وخاصة في جنباته ويشهد ازدحاما شديدا،كما أن الاستعمال المفرط لمكبرات الصوت يترك في نفوس زواره نوعا من النفور والاشمئزاز،فمن بائع لدواء البرغوث إلى بائع للأدوية التي يزعم صاحبها أنها تشفي جميع الأمراض. وتنعدم بالسوق الأشجار التي يطالب السكان بغرسها كونها ستقيهم حر أشعة الشمس خصوصا في فترة الصيف،وستساهم في الحد من انجراف التربة،وستستغل أيضا في إقامة حزام واق من الفيضانات،كون هذه الأخيرة دفعت مؤخرا بمجلس جهة دكالة عبدة وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة ووزارة الداخلية ووكالة الحوض المائي لأم الربيع ووزارة التجهيز وأطراف أخرى إلى توقيع اتفاقية شراكة حول الوقاية والحماية من الفيضانات والتي تهدف إلى إنجاز مشاريع مهمة وكفيلة بضمان الحد من انجراف التربة التي تترتب عن التساقطات المطرية والحد من الخسائر والأضرار الناجمة عنها،وسيستفيد من هذه المشاريع الهادفة والبناءة المزمع إنجازها المراكز المعرضة للفيضانات ومن بينها مركز سيدي امبارك بوكدرة الذي استفاد من حوالي مليار سنتيم والذي مازالت الساكنة تتساءل عن مآل هذا المشروع الهام.