على طول الشارع المؤدي إلى مدار الثانوية التأهيلية الحسن الثاني،هناك تصطف كل صباح نساء أغلبهن ما زلن في سن الزهور،منتظرات الذي يأتي أو قد لا يأتي جراء الفقر الذي تعانين منه في غياب فرص العمل. " والله العظيم أوليدي يلا في هاد رمضان كنظلو كاعدين هنا ، يلا جاب الله شي واحد نمشيوا معاه لدار نجففوا ليه ولا نقيو ليه الدار ولا نصبنو ليه،ولكن الحركة واقفا من شحال هادا،ماشي غير في رمضان، حتا في لفطار" تقول سيدة كبيرة في السن اضطرت بها الظروف إلى الجلوس في الموقف علها تكسب بعض الدريهمات لسد رمق الحياة.وتختلف أعمار هؤلاء النساء بين شابات ومتوسطات في العمر ومسنات،كما أن حالتهن العائلية تختلف أيضا بين المطلقات في المرتبة الأولى والأرامل في المرتبة الثانية والعازبات في المرتبة الأخيرة،بحيث حالتهن تؤكد الوضعية المزرية التي تعشنها في ظل غياب عمل قار،ومنهن من كن تشتغلن حسب تصريحاتهن للجريدة في شركات التنظيف لكن الرواتب الشهرية التي كن تتقاضينها لا تقل عن 500 درهم وهو ما جعلهن تقررن مغادرة هذا الشغل. وقد ازدادت معاناة هؤلاء النساء مع الارتفاع المهول في درجة الحرارة الذي عرفته مدينة آسفي في الأيام الأخيرة والذي فاق 46 درجة حيث تلجأن إلى ظل الأشجار لاتقاء شر الحرارة المفرطة،ما أثر على حالتهن الصحية والمادية كون زبنائهن يمتنعن عن الخروج وقت ارتفاع الحرارة،وتؤكد بعض من هؤلاء النساء على أنهن تتوافدن على " الموقف" حتى تتمكن من كسب المال الحلال بعدما نفذ صبرهن وفي غياب معامل وشركات بآسفي،كونهن لا ترغبن في القيام بممارسات لاأخلاقية،بل منهن من تؤكدن على أنهن لا تعانين من أي مشكل في حال عدم قدرتهن على توفير المبلغ المالي اليومي في " الموقف"،بل المهم لديهن هو عدم اللجوء إلى الفساد وممارسة الدعارة،بالرغم من أغلبهن تتعرضن في بعض الأحيان لتحرشات جنسية ليس فقط من طرف المارة ،بل من طرف بعض الزبناء أيضا،لكن وحفاظا على استمراريتهن في هذا الشغل قصد كسب قوتهن اليومي فإنهن تغضن الطرف عن ذلك. وتظل هؤلاء النساء خلال هذا الشهر المبارك تحت أشعة الشمس الحارقة منتظرات زبونا،وقد تعدن أغلبهن في أغلب الأحيان بخفي حنين خصوصا منهن النساء المسنات،بينما قد تفوز بعض الشابات ببعض الزبائن،وهو ما يضطر يبعضهن إلى اللجوء إلى ممارسة مهنة " السعاية" من خلال الاستنجاد ببعض المارة والركاب عند الشارات الضوئية القريبة من مكان تواجدهن.