بقلم :عبدالحق لهيب شقيق الفقيد تستعصي الكتابة وتتأبي أن تنقاد ،تقف الكلمات مبحوحة متحشرجة كغصة في الحلق...كيف للكلمات أن تعبر عن الفاجعة/ فاجعة غيابك المفاجئ ؟ رحيلك الأبدي ؟ يا لفداحة الخسارة ! ويا لهول الفقد ! ما أكبر مساحة ا لغياب ! وما أعز ا لعزاء ! أنت الذي كنت تملأ المكان ، حضورك الذي يسكن القلب والوجدان ....... صورتك ، صوتك، طيفك، ابتسامتك، حياتك أنت الذي كنت تحب الحياة حييا كنسيم الربيع ، وادعا كصبي غرير ، صامتا كنبي حكيم ، صافي القلب والسريرة كمرآة مجلوة ، نديا كوابل المطر، وضيئا كالنور في عتمة الزمن .......... لا يمكن للقلم أن يخط كلمات ، هي زفرات، آهات.... ألم يعتصر القلب ، يقطر حزنا ، ينزف دما ، يتشظى لوعة للفراق القسري الذي لم نكن علي موعد معه ، هو الموت إذن يأتينا من غير موعدأو استعداد . لم نرتب أوراقنا بعد، لم نتواعد على لقاء ...... للقدر مواعيده خلسة عنا . كنا نتقاسم الأحزان ، نتقاسم الأحلام ، تري هل تذكر تلك الأيام ؟ لا أحسبك نسيتها ، أيام شغبنا الطفولي معا ، دخولنا الجامعة معا ، اختيارنا لشعبة الأدب العربي معا، اختيارنا لمهنة التعليم ...... هل تذكرها ؟ ولكن هيهات منك الكلام !!! أخي الذي ولدته أمي : كنا أخوين ، صديقين ، رفيقين ، كنا أكثر من ذلك ..... كيف لي أن أسترجع تلك الذكريات ؟ هي طيف مر مثل ما مر طيفك أمامي الآن ، ترى هل يمكن نسيانها / نسيانك ؟؟؟ أبدا ، جربت أن الموت الحقيقي للإنسان هو النسيان. أعلم أني لم أفقدك وحدي ؛ أبواك ، إخوانك، أختاك، أصدقاؤك ، زملاؤك ، تلامذتك... كل اولئك تحسروا ، حزنوا ،بكوا لفراقك ، ولكن لا مرد لقضاء الله . عزائي / عزاؤنا ، طيب ذكرك، وحب الناس لك، تغمدك الله برحمته الواسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون بمناسبة حلول الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم عبد المالك لهيب ، تتقدم عائلته بالشكر الجزيل لكل من واساها في مصابها الجلل، وتخص بالشكر جميع أصدقائه ومعارفه وزملائه،كما تخص بالشكر كذلك جريدة "الأحداث المغربية" وموقع "آسفي اليوم" .