سلوك السلطة اليوم ، والتي فتحت أبواب الرزق في البر والبحر بمنطق ريعي لفائدة لوبيات المصالح ، يحتاج إلى رد فعل سياسي ومدني وإعلامي صريح ، فبعد الموافقة على تفويت عقارالتعاونية الفلاحية " لاسكام " بثمن رمزي وبدون مناقصة ، وتمتيع صاحبها ب dérogation لبناء عمارات ضدا على تصميم التهيئة ،وفتح الشاطئ في وجهه اليوم لاستخراج 570 شاحنة من الرمال ؟؟؟ هو انتصار – بكل تأكيد - لمنطق الامتيازات والريع والفوضى المنظمة في "واحة النخيل وعلى صهوة الجرار ". فقد تابع الرأي العام المحلي أطوار فضيحة جديدة بطلها نائب رئيس الجماعة الحضرية بآسفي ، والذي عبأ أسطولا من الشاحنات طيلة أربعة أيام وقام بعملية "غزو" مدبر لشاطئ آسفي المتوج باللواء الأزرق والمحتضن من طرف مؤسسة اللاحسناء لحماية البيئة ، ونهب رماله أمام أعين السلطة وبدون ترخيص من المديرية الجهوية للتجهيز، الجهة الوصية عن الملك العمومي البحري ، حيث أحدث مقلعا بطول يزيد عن 60 مترا و40 متر عرضا وعمق تجاوز 7 أمتار، قدرت مصادرنا العائدات المالية للرمال المنهوبة بما يقارب 670 مليون سنتيم . الفضيحة أثارت حفيظة المجتمع المدني والهيئات السياسية والنقابية بالمدينة والتي رفعت شعارات بمناسبة فاتح ماي منددة بالنهب الممنهج التي تتعرض له موارد وإمكانات آسفي الطبيعية " الأراضي نهابتوها ...والرمال سرقتوها "، " يا رئيس يا مسؤول ...هاد شي ماشي معقول ". الجمعيات المهتمة بالبيئة استنكرت بدورها الاعتداء الذي تعرض له شاطئ آسفي في زمن أ ضحى فيه الاهتمام بالبيئة أولوية وطنية عكستها اللقاءات التشاورية حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ، كما نظمت جمعية أرباب الشاحنات الصغرى لنقل مواد البناء وقفة احتجاجية نددت من خلالها بتواطؤ المسؤولين مع مافيا نهب الرمال بآسفي . ردود الفعل القوية التي صاحبت هذا الحدث المجرم قانونا يعكس المكانة التي أصبح يحتلها شاطئ آسفي بعد الرعاية التي أولتها له مؤسسة اللاحسناء لحماية البيئة ، والاستثمارات التي ضخت لفائدته من طرف شركة إسمنت المغرب والتي قاربت مليار ونصف سنتيم ، استعاد بفضلها الشاطئ جاذبيته الوطنية والدولية بعد تأهيل بنيته التحتية وتعزيز مرافقه الرياضية والترفيهية ، وتأطير أنشطة بيئية وتحسيسية بفضاءاته ، مما بوأه نيل جائزة المبادرة ضمن 12 شاطئا على الصعيد الوطني و تتويجه السنة الماضية باللواء الأزرق مما سمح بتصنيفه ضمن أحسن الشواطئ المغربية بل والدولية حيث أضحى قبلة لرواد التزحلق على الأمواج surf ، كما أن وزارة السياحة سوقت هذا المنتوج السياحي لدى وكالات الأسفار الدولية لتشجيع السياح الأجانب على ارتياده...اليوم ، يقوم الوافدون الجدد على الجماعة الحضرية لآسفي ،وبكل الإصرار على تخريب هذا المكتسب الذي أصبح حقا للمدينة وأهلها، بل نقطة مضيئة للسياحة الوطنية والدولية ، والهدف بالنسبة لهؤلاء هو الجشع و التوسع العقاري بالمدينة ومصارعة الزمن لتكديس الثروة ، حيث أضحت آسفي نموذجا صارخا ل "أثرياء الانتخابات" والباحثين عن الاغتناء السريع و الذين تحكموا في تسيير الجماعة من أجل تحقيق المنافع الشخصية ضاربين بعرض الحائط كل الضوابط القانونية والأخلاقية ... ويبقى التساؤل العريض هو الموقف الملتبس للسلطات من هذا الاعتداء البيئي الخطير وعدم تحريك أية متابعة لحد الآن ، ما عدا تغريم المعتدي على رمال الشاطىء بمبلغ 20 مليون سنتيم من طرف المديرية الجهوية للتجهيز دون سلك مسطرة حجز الرمال المنهوبة .