مدينة آسفي تستحق أن يكون لها مهرجان من الحجم الكبير، يتضمن الأغنية الشعبية الراقية الهادفة والموسيقى الأندلسية أو طرب الآلة نظمت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة فرع آسفي يوم الأربعاء 21 أبريل الجاري بفضاء المسبح البلدي الندوة الأولى تحت شعار "رقي الموسيقى جهويا" حضرها عدد كبير من الفنانين المهتمين بالشأن الموسيقي بمدينة آسفي. وقبل إدراج مداخلات أعضاء النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة لا بأس أن نستحضر هذه النبذة الموجزة عن مدينة آسفي التي كانت وما تزال ملتقى لعدة أنواع من الموسيقى والأهازيج الشعبية. 1) الموسيقى الصوفية : ارتبط هذا النوع بالزوايا المنتشرة بالمدينة مما أعطى موسيقى روحية تتجلى في الأذكار والسماع الذي يعتمد على الأصوات بدون آلات موسيقية، لكن في الوقت، الحاضر أصبح هذا الإنشاد يعتمد على الآلات الموسيقية كالقانون مثلا، مع العلم أن مدينة آسفي تزخر بطاقات واعدة في هذا المجال سواء على مستوى النساء أو الرجال. 2) الموسيقى الأندلسية أو طرب الآلة : عرف هذا الفن قديما بهذه المدينة وحتى بعض اليهود المغاربة ساهموا فيه مما يدل أن هناك تعايش عرفته هذه الحاضرة، ومن بين أشهر المنشدين الذين جادت بهم المدينة الفنان الكبير الحاج محمد باجدوب، والأستاذ عبد المجيد بوزودة، وكذلك المرحوم الحاج الفيلالي وغيرهم... وقد تأسس أول جوق أندلسي في الخمسينات. 3) طرب الملحون : عرف هذا الفن بالمدينة منذ القدم، وتجدد على يد الشاعر الجزال مولاي اسماعيل العلوي.هناك أيضا الموسيقى العصرية، هذا النوع يرجع تاريخه إلى بداية عهد الاستقلال، ومن أشهر الأجواق آنذاك جوق المرحوم عبد القادر الحكيم الذي ترأسه وضم عازفين ماهرين، والمرحوم الحاج إبراهيم البوريقي الذي شكل جوقا مستقلا صحبة أبناءه من بينهم الفنان لحسن بن إبراهيم رئيس الجوق العصري بالمدينة. 4) فن العيطة : ارتبط هذا الفن ارتباطا وطيدا بمدينة آسفي، ومن أشهر المجموعات والأصوات "شيخ العيطة المرحوم الدعباجي" والفنانة "عيدة" والمرحومة "فاطنة بنت الحسين" والمرحومة "البوعنانية" والفنانة المبدعة "الحمونية" و"خديجة مركوم" و"أولاد بن اعكيدة" وغيرهم. وبالعودة لللقاء التواصلي المذكور، أشار الدكتور مصطفى البغدادي الأمين العام للنقابة في كلمته على أن الهدف من هذا اللقاء التواصلي هو الوقوف على بعض الجوانب الأساسية للعمل النقابي في مجال الموسيقى والنهوض بالحركة الفنية ومحاولة تفعيل القوانين وتأطير الفنانين تأطيرا محكما، وأضاف المتحدث نفسه أن النقابة تأسست في 22 أكتوبر 1995، وهي أول نقابة فكرت في قانون الفنانين وسهرت على إعداد مسودته، وأشار على أن البعد الحقيقي للنقابة هو تحويل الفكرة وبلورتها إلى واقع ملموس، مشيرا أن مدينة آسفي تستحق أن يكون لها مهرجان من الحجم الكبير، يتضمن الأغنية الشعبية الراقية الهادفة والموسيقى الأندلسية أو طرب الآلة. وأبرز محمود الإدريسي مطرب وملحن وأمين المال في كلمته أن الوقت الذي نعيشه اليوم جد حساس، لأن المغرب يعرف تحول ونقلة نوعية في إطار الجهوية الموسعة الذي نادى بها صاحب الجلالة، مناشدا في نفس الوقت جميع الفنانين والفنانات المساهمة في هذه النقلة النوعية المتقدمة، وتضافر جهود الجميع لرفع من مستوى الفن الموسيقي جهويا ووطنيا. وأوضح الأستاذ رامي زيتوني من جنسية سورية وعضو بالنقابة في مستهل كلمته أن المغرب بلد جميل يزخر برواد كثيرين من فنانين وشعراء وأدباء، مستحضرا ماضي الأغنية المغربية الهادفة بكلمتها التعبيرية وبأدائها الجميل، مشيدا بالملحنين العظماء مثل المرحوم عبد السلام عامر والمرحوم عبد الرحيم السقاط والأحياء منهم كالأستاذ مصطفى بغداد وعبد الرفيع الجوهري وغيرهم. وللنهوض بالأغنية المغربية، يضيف المتحدث يجب مراعاة جودة الكلمة واللحن والأداء حتى نرقى بالأغنية المغربية إلى المستوى المطلوب وأن يكون لها صدى في أرجاء وبقاع العالم.