انطلقت، أمس الثلاثاء، فاتح شتنبر الجاري، الدورة الأولى من "مهرجان رمضان سلا"، باحتفال رسمي توزع على فضاءين: البرج الكبير التاريخي، وملعب أبو بكر أعمار.فالموقع التاريخي، البرج الكبير، المطل على الساحل، عرف لقاء فنيا للطرب الأندلسي أحيته النخبة الوطنية، برئاسة المنشد عبد السلام السفياني، إلى جانب الفنانة قطر الندى، التي قدمت روائع من الطرب العربي الأصيل، رفقة عازف العود الملحن عزيز حسني. هذا الحفل، الذي نشطه المسرحي عبد الحق الزروالي، عرف لحظة وفاء للذاكرة الفنية الوطنية، من خلال مشاركة الفنانين أحمد الطيب لعلج، الذي قدم قراءات زجلية صوفية، ومحمود ميكري، الذي قدم آخر إنتاجاته، التي تختزل تجربة موسيقية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي. ويتوج الحفل بتكريم أربعة من رموز المدينة، ويتعلق الأمر بالمسرحي محمد الجم، والموسيقي التهامي بلحوات، وقيدوم المستشارين الجماعيين إبراهيم أونجيم، وعميد مسيري الجمعية الرياضية السلاوية محمد بنغموش. أما ملعب أبو بكر عمار، الذي احتضن الشق الثاني من الافتتاح، عرف انطلاقة مهرجان الأغنية الدينية العصرية المغربية، بمشاركة المطربين محمد الغاوي، والبشير عبده، وأمال عبد القادر، وعبد الواحد التطواني، ونجمة ستار أكاديمي 2006 هناء الإدريسي، ثم نجم استوديو دوزيم 2008 أمين الرينكا. وموازاة مع الحفلين، تقام في خمسة فضاءات موزعة على مقاطعات المدينة حفلات للموسيقى الصوفية بمساهمة مجموعات محلية. ويشهد اليوم الثاني من المهرجان أنشطة ثقافية وفكرية، وورشات تكوينية، يشرف عليها اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب، والنقابة الوطنية لمحترفي المسرح. ويستمر المهرجان، الذي تنظمه الجماعة الحضرية لمدينة سلا، إلى غاية 18 رمضان الموافق ل 8 شتنبر الجاري، إذ ستقام كل ليلة ست حفلات فنية كبرى لمختلف الفنون التراثية والصوفية، إلى جانب الاحتفاء بالفنون الحسانية والسينما الداعمة للقضية الفلسطينية. ويأتي هذا المهرجان، الذي يراهن المنظمون على أن يصبح علامة مميزة للمدينة العريقة، التي عرفت العديد من المهرجانات، التي توقفت بعد دورة أو دورتين، للنهوض بالحقول الثقافية والفنية، والاجتماعية في مدينة سلا، التي يتجاوز سكانها مليون نسمة، وإعطائها ما تستحقه من اهتمام يوازي رصيدها التاريخي وآفاق المستقبل، إذ ستحتضن فضاءاتها الخمسة الرئيسية، والخمسون فضاء تكميليا أزيد من 120 حدثا ثقافيا، و60 عرضا موسيقيا متنوعا، يراعي مختلف الأذواق الفنية، يحييه أكثر من 300 فنان وفنانة، من ضمنهم فنانون مغاربيون.