شهدت رحاب البرج الكبير، أو "البرج الركني"، مساء الثلاثاء الماضي، انطلاق فعاليات الدورة الأولى لمهرجان رمضان مدينة سلا، الذي يستمر إلى 8 شتنبر الجاري. وأفاد نور الدين الأزرق، عمدة مدينة سلا، خلال حفل الافتتاح، أن "المهرجان ستكون له مؤسسة خاصة به تعمل بانتظام، وفي شروط مريحة، وفق منظورنا الجديد للعلاقات التي يجب أن تجمعنا مع الفاعلين في حقل الثقافة والفنون، والعمل الجمعوي". وكشف الأزرق أنه وقع اعتماد 700 ألف درهم لانطلاق هذه التجربة الأولى، وهو المبلغ الذي اعتبره متواضعا بالنظر لحجم البرنامج. وقال إن "ميزانية التنشيط الثقافي والفني سترتفع، خاصة أننا مقبلون على إحداث مهرجان آخر يحمل اسم مراكب، وهو خاص بفنون وثقافة وتقاليد المدن الواقعة على مصبات الأنهار الكبرى في العالم، كما هو الشأن بالنسبة لمدينة سلا". وتميز حفل الافتتاح بالتنوع، إذ مزج بين الإبداع والثقافة والرياضة، وحاول المنظمون الاحتفاء والتنويه برجالات سلا في مجالات العطاء والإبداع المختلفة، كما جعلوا منه محطة وفاء لرموز سلا في القطاعات الفنية، من موسيقى، ومسرح، ورياضة، وكذا في مجال العمل الجمعوي، فجرى تكريم الممثل محمد الجم في مسقط رأسه ومسكن والديه لأول مرة في حياته الفنية، وتكريم الرياضي امحمد بنغموش. وفي مجال تدبير الشأن المحلي، جرى تكريم إبراهيم أونجيم، الذي حظي باحترام المجتمع المدني السلاوي طيلة مدة عمله كمستشار جماعي، وفي مجال الموسيقى، كان تكريم العازف التهامي بلحوات. وتضمن حفل الافتتاح حصة لفن الموسيقى الأندلسية، أحيتها النخبة الوطنية برئاسة عبد السلام السفياني، كما تعزز الحفل بحضور "موسيقى الزمن الجميل، التي تخاطب الروح، وتطربها، ولا تخاطب الجسد وترقص"، كما وصفها الممثل عبد الحق الزروالي، الذي نشط حفل الافتتاح، مذكرا بالموسيقى التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي. وجسد هذه الأغنية التي بدأت تتراجع، حسب الزروالي، الفنان محمود ميكري، الذي لم يثنه المرض عن المجيء إلى فضاء الاحتفال، عبر قارب نقله من الوداية إلى سلا. وكانت فقرات الحفل متنوعة وغنية، توجت بقراءات شعرية زجلية لأحمد الطيب لعلج، الذي أشاد بسلا ، "أول مدينة تستضيفه، وتغمره بكرمها في مسار حياته المهنية والفنية". كما عاشت أسوار البرج الكبير على إيقاع موسيقى أم كلثوم، ونغمات عود العازف التهامي الحوات، الذي رافق المطربة قطر الندى، وهي تغني روائع أم كلثوم. وسيخصص المهرجان حيزا للثقافة والفنون الحسانية، خلال هذه الدورة، على أن يخصص الدورة المقبلة للثقافة والفنون الأمازيغية. ويتضمن برنامج المهرجان، حفلات موسيقية للطفولة، ومعارض للكتاب والسينما، من خلال عرض أفلام تتضامن مع القضية الفلسطينية. كما ستنظم طيلة أيام المهرجان أوراش تربوية، تؤطرها الجمعيات المهتمة بالطفولة والبيئة.