عبرت العديد من أصوات الطرب الأصيل عن امتعاضها من برمجة مهرجان «أمواج» آسفي الذي أسندت إدارته هذه السنة إلى المخرج السينمائي نور الدين الخماري, قبل أن تعطى له «بطاقة بيضاء» في الإشراف التام على مهرجان المدينة الذي يمول من جيوب دافعي الضرائب. واستغرب مستشار من بلدية آسفي إقدام ولاية آسفي على تعيين إدارة المهرجان ولجوئها إلى استحداث جمعية في آخر لحظة حتى تكون عملية تحويل الأموال العمومية لصالحها مطابقة للقانون, مضيفا في حديثه ل«المساء» أن مدينة «آسفي لها من الكفاءات ما يكفيها لتنظم مهرجانها بعيدا عن تصور الحجر الذي تفضل ولاية آسفي نهجه مع كل موسم صيف». وفي سياق متصل، عبر الفنان المغربي عبد المجيد بوزوادة عن جمعية هواة الموسيقى الأندلسية عن أسفه من كون مهرجان «أمواج» حمل الشيخات على الأكتاف وصرف الملايين على فرق شبابية مغمورة وحديثة التأقلم مع المنصات العمومية, فيما تم إقبار الفن الأصيل والطرب الذي يعكس تنوع الهوية الفنية لمدينة آسفي, «فبرنامج المهرجان لا يتضمن لا ملحون ولاطرب أندلسي ولا موسيقى الطوائف ولا مديح ولا سماع ولا حتى فن كناوة», على حد قوله. و أضاف بوزوادة أن المهرجان يمول من المال العام, وأن ساكنة المدينة لها الحق في أن تجد في برنامج مهرجانها هويتها الفنية التي تفضلها, وألا يتم فرض تصورات فنية دخيلة عن ثقافتنا العربية الأمازيغية, كأن يتم إجبار فئات عمرية عريضة من أبناء مدينة آسفي على الاستماع إلى موسيقى الراب والهيب هوب والميتال التي ملئ بها برنامج المهرجان بشكل أكثر من مقصود. وأشار عبد المجيد بوزوادة أنه من العار على مدينة من مستوى مدينة آسفي التي تعد مدرسة قائمة الذات في فن الطرب الأندلسي والموال, والتي يتم التهافت والتسابق على أسماء مطربيها وطنيا ودوليا, أن يكون اسم الفنان الكبير الحاج محمد باجدوب وغيره غائبا عن هذا المهرجان, وفي المقابل يتم جلب أسماء رديئة فنيا ولا أحد يحفظ اسمها ويتم صرف الملايين عليها بصالونات الفنادق حتى قبل أن ينطلق المهرجان. إلى ذلك استنكر مسؤولون بجمعيات ثقافية محلية اتصلت بهم «المساء»عدم ترجيح ولاية آسفي لمبدأ تساوي الفرص في تفويت «صفقة» المهرجان إلى جمعية استحدثت خصيصا لهذا الغرض, كما استغربوا البرمجة التي فرضت على ساكنة مدينة آسفي أذواقا فنية غريبة, فحتى الأفلام التي تشارك في هذه الدورة هي أفلام أثارت جدلا واسعا من حيث تركيزها على المرأة والجنس ومآسي اليهود, فيما الجانب الموسيقي لم يجد في التراث غير الشيخات. وبجانب التمويل العمومي لهذا المهرجان, تم جلب أموال يتم حتى الآن التستر على قيمتها من قبل مؤسسات خاصة وشبه عمومية بشكل أكثر من سخي، كما يتم التستر على قيمة عقود التعاقد مع الفنانين, فالخطوط الملكية المغربية مثلا تدعم هذه التظاهرة حتى وإن لم تكن تتوفر آسفي على مطار ولا على خطوط جوية وطنية أو دولية!