إنها كارثة"النجاة"في نسختها الثانية كما اعتبرها عشرات الشبان الذين تجمعوا بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بآسفي مساء يوم الثلاثاء لمناقشة مشكل التسريح الجماعي الذي تعرضوا إليه من قبل الإدارة العامة للفوسفاط مؤخرا.عددهم 355 عاملا متدربا ينتمون لمختلف مدن المملكة ولجوا كيماويات المغرب بآسفي عبر دفعتين اثنتين،الأولى في فاتح شتنبر من السنة الماضية،والثانية في فاتح أكتوبر من نفس السنة بعدما اجتازوا مباريات كتابية وشفوية،ليجدوا أنفسهم بعد سنة كاملة من العمل والعطاء مرميين في الشارع. "والله لعظيم يلا كاين فينا لتزوج،أوولد وليدات،وكاين ليواخذ لكريدي ملي دخل لهاد الخدمة في لوصيبي،عول بأنه صافي راه خدم أو غادي يترسم ، أودابا أش غادي انديروا،والله العظيم يلا ولات السيبة في المغرب،يديروا لقوانين ليبغاوا،ويحيدوا ليبغاو"بهذه العبارة خاطبنا أحد الشبان المتضرر الحاصل على السنة الثانية من الجامعة.كان شعار"بالوحدة والتضامن،ليبغيناه يكون يكون " أهم شعار تم ترديده طيلة مدة التجمع الذي حضره ممثلو بعض الأحزاب السياسية التي عبرت عن تضامنها مع المتضررين. وقد جاءت هذه الحركات النضالية لهؤلاء المتضررين بعدما وجدوا أنفسهم مرميين في الشارع نتيجة القرار الجائر الذي اتخذته الإدارة العامة للفوسفاط في حقهم،ما سيخلق أزمة حقيقية في صفوفهم مع العلم أنهم لازالوا في ريع شبابهم حيث كانت تأثيرات هذا القرار سلبية من خلال تشريد عشرات العائلات والأسر التي كانت تعول على أبنائها الذين كان يتقاضى كل واحد منهم منحة شهرية لا تتعدى 1800 درهم.وكانت إدارة الفوسفاط قبل ولوجهم العمل قد قررت إجراء مباريات لهؤلاء العمال المتدربين الذين بعد نجاحهم فيها،بحيث تلقوا تكوينات مهمة في العديد من التخصصات داخل المعمل بالرغم من المعاناة التي عانوها من خلال القمع الذي كانوا يتعرضون إليه،وغياب التغطية الصحية،كما أن كل من غاب عن العمل يكون مصيره الطرد دون نقاش،إضافة إلى أن هؤلاء العمال أغلبهم قدم استقالته من العمل الذي كان يشتغل فيه قبل ولوجه كيماويات المغرب بدعوى أنه سوف يدمج مباشرة بعد إنهائه للتكوين،وسيتم ترسيمه وسيستقر هو عائلته،ليفاجأ بعد سنة كاملة من العطاء بالطرد، حيث كان المتضررون أثناء فترة تدريبهم كلما طالبوا بالإدماج إلا ويتلقون مبررات واهية منها على الخصوص الأزمة العالمية،أو أن الأمر يتعلق فقط بمسألة وقت لا غير.وأمام هذه الوضعية التي خلفت وراءها ضحايا كثر،ارتأت اللجنة التاسعة لممثلي العمال والأطر بمركز آسفي إلى مراسلة الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط في موضوع طلب تدخل في ملف العمال والأطر المتدربين،حيث أشارت في مراسلتها إلى أنها فوجئت بقرار عدم ترسيم وإدماج مجموعة من الشباب بدعوى انتهاء عقدة التكوين المبرمة،مؤكدة على أنهم شباب قضوا 12 شهرا من التكوين والتدريب والعمل بمسؤولية داخل الأوراش وبالوحدات الانتاجية،وبذلوا مجهودات جبارة إلى جانب مكونات الجسم الفوسفاطي في الرفع من الإنتاجية والمردودية والجودة، معتبرة على أن هذا القرار قد خلف فعلا وعلى أرض الواقع تدمرا في أوساط العمال المتدربين وذويهم،ولقي استياء عميقا في صفوف الشغيلة الفوسفاطية عمالا وتقنيين وأطر ومهندسين ومسؤولين محليين دون مراعاة للشرط الاجتماعي كرأسمال بشري،مما يعد تناقضا مع الإستراتيجية المرسومة في التوظيف والإدماج لسد الخصاص الحاصل في اليد العاملة، والتغلب على انتظارات الإنتاجية المرصودة،ومنافيا لمضامين منهجية "إقلاع"،ملتمسة من الرئيس المدير العام إعطاء الأوامر بالإدماج الفوري والتام لكل العمال المتدربين الذين يصل عددهم إلى 355 حالة اجتماعية. عبدالرحيم