فيا ساكنة آسفي قولوا ليساريي مدينتكم ووطنكم: أطفئوا شمعتكم ومشعلكم ، وأنزلوا شراع سفينتكم وأحرقوا رسالتكم وأغلقوا كتابكم، ،وانثروا على قبور أهل الكهف الجدد ورودكم...ثم ناموا واستريحوا وأريحوا،ولتكونوا أهل كهف جدد،يغنيكم حديث الأجيال القادمة عن انتصاراتكم السابقة وبلائكم القديم،عن مجد آني يحتاج للكثير من نقد الذات...ولم لا جلدها...ولا تنسوا كلمة طيبة في حق لفيف قد يكون نهجُه نهجَ دون كيشوط في معاركه،ولكن الأكيد أنه الوحيد الدي لم يقم بعد بما قد يلام عليه...لحد الآن على الأقل. على سبيل التقديم:«فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا،ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا.-سورة الكهف-الآيتان 10 و11 »بعد الاعتذار لكل الروايات اليونانية والرومانية، وما فصله القرآن الكريم عن الفتية الذين آمنوا بربهم وأووا إلى كهف،وناموا 369 سنة ثم استيقظوا بعد طول المدة دون أن يبدو عليهم أي تغيير،ودون أن يدركوا أنهم انفصلوا عن واقعهم لقرون. نحن والزمن: يقول القديس أغسطين :ما الزمن؟إن لم يسألني عنه أحد فأنا أعرفه،وبمجرد أن أسأل عنه،وأحاول تفسيره،فإني لم أعد أعرفه.إن الإنسان ليس سوى مشروعه،ولا وجود للإنسان إلا في حدود تحقيقه لمشروعه،فالإنسان إذن لا شيء،سوى مجموع أعماله وأفعاله،لا شيء سوى حياته،على حد تعبير سارتر. اليسار والزمن:سئل ستيفان كاتنيون العمدة اليساري لإحدى بلديات مقاطعة Seine-Saint-Denis الفرنسية وصاحب مؤلف "A ceux que la gauche désespère" عن التوجهات الحالية لليسار السياسي،فكان رده أن ثمة ثلاث توجهات كبرى:التوجه الستاليني الذي يود الرجوع باليسار أربعون سنة إلى الوراء،توجه ثان يود الاحتفاظ بالتنظيمات اليسارية كما هي حاليا،وتوجه ثالث فقد كل الأمل، ويود لو أن اليسار يستطيع تجاوز ذاته...وعلى العموم،فإن اليسار الآن لا يُستصرخ للنهوض للعمل،بل إنه الآن في حالة "تكَلًَم ...قل ما شئتَ... فإنًَ لا شيءَ يتغير".اطلعت على هذا منذ مدة، تأملته كثيرا،وكنت تساءلت :هل يمكن أن نصنف يسارنا-وطنيا ومحليا- ضمن إحدى اتجاهات كاتنيون،وظل سؤالي معلقا ولم يذكرني به إلا حدث يوم 13 يونيه. الزمن...أهل الكهف...الوجود والعدم...انتخابات 12 يونيه...يساريو آسفي...أية علاقة محتملة؟ لست أدري تحديدا لما ملأت قصة أهل الكهف كل تفكيري وأنا أنقل نظري بين جدول بخانات تبرز نتائج الانتخابات الجماعية للدائرة الحضرية بأسفي،وبين رفاق وإخوة-منتمون وعاطفون- يأتتون بشكل فوضوي فضاء المقهى صباح هذا اليوم 13 يونيه،بوجوه واجمة«الرفاق حائرون...يتساءلون»،يحاولون أن يسبغوا على سحناتهم مسحة من لا يصدق ما يرى...صفر مقعد ليسار آسفي...كانت هنا أول شرارة ذكرتني بأهل الكهف،إذ وأنا انقل نظري بين الرفاق-وأنا بالمناسبة أحدهم-استغربت لمسحة الاستغراب المصطنعة على وجوههم،أكثر مما استغربت لنتيجة صفر مقعد...قلت في نفسي:يا إلهي إن المسألة أحد الأمرين،إما أن الرفاق حسبوها بوحدهم-وانتظروا معجزة سماوية- ولي حسب بوحدو كا يشط ليه،أو أنهم انسلخوا فعليا عن واقعهم-و لا أقصد بانسلاخهم عن واقعهم عدم بروزهم كقوة رافضة لواقع مزر،بل أقصد انسلاخ من لا يدرك ما يحصل فعلا،وانسلاخ من لا يقيم وزنا لصيرورة الزمن ما بين محطة وأخرى،وانسلاخ من لم يع تقادم أدوات عمله،وتقادم عملته التي لم تعد قابلة للترويج...إن مثلهم كمثل أهل الكهف.. « ابعثوا بورقكم هذه،ولينظر أيها أزكى طعاما،فلياتكم برزق منه.. »،ولي اليقين أنهم وأنا معهم خرجنا ذاك الصباح من 13 يونيه، مثلنا مثل أهل الكهف نسترق الخطى...نسترق السمع...نسترق النظر...عسى الخطب أن يكون يسيرا...يا لشماتة الشامتين..وليس في الإمكان الاستنجاد بنصيحة أهل الكهف لبعضهم البعض.. «وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا،فإنهم إن يظهروا عليكم.... ».أهل الكهف...الوجود والعدم...الزمن ...اليسار...بالله عليكم لا تسألوني عن العلاقة المحتملةفصول مسرحية من مسرح العبث .
الفصل الأول رجعت بي الذاكرة لأيام قبل يوم التغابن هذا ،تحديدا ،بداية انطلاق حملة انتخابات المجالس البلدية القروية،التقيت صديقا حميما،مناضل من يسار عقدت عليه الآمال منذ عقد من الزمن ليسهم في إنعاش قلب بلد قيل عنه حينها أنه بين الموت والحياة،يمسك بيده ورقة تضم صور مناضلين ومناضلات الحزب المرشحين للانتخابات، هالني ما لمسته منه من نرفزة بل وغضب،سألته عن الأمر،لوح بالورقة أمام عيني صارخا بحدة:أين هو حزبي هنا،قرأت الأسماء...تصفحت الصور...عجزت عن قول أي شيء،تعرفت على أشخاص ،لم أعرف الكثير،أعدت له الورقة وأسرعت بتوديعه،راغبا في تفادي نقاش سيحشرني بالتأكيد في ما يستحسن تجنبه.وأنا أبتعد،حاولت فهم وتفسير غضب الصديق...استرجعت أقواله،أدركت بداية أن الورقة تقدم له مرشحين ربما لا يعرف أغلبهم،قلت في نفسي ،وإن يكن، فالمفروض أن كل هيأة سياسية تسعى من بين ما تسعى إليه ،تجديد نخبها،تساءلت قلقا كم من بين الإخوة الناخبين المنتمين والمتعاطفين كان لهم نفس رد فعل صديقي تجاه لائحة المرشحين في حزب الصديق... تأكدت عند هذا أن من بيننا فعلا من يظن أنه يمكن النوم لقرون وأنه عند الاستيقاظ ستظل الأمور كما كانت عليه،وتساءلت بالخصوص عن الدلالة التي نعطيها لتجديد النخب ...وارتعبت بعد أيام وبعد اطلاع على لوائح أخرى لهيآت يسارية أخرى منها المساعد في عملية تنشيط قلب البلد،ومنها التي فضلت الانتظار في قاعة الانتظار ...ارتعبت لأن تجديد النخب عندنا لا يعدو أن يكون قرين "عدي بللي كاين" الفصل الثاني اتصل بي صديق عضو الهيأة اليسارية المساعدة في عملية الإنعاش إياها،في ذات الفترة،وأخبرني أن المناضل فلان المقترح كوكيل للائحة الرفاق الموجودين بغرفة الانتظار،المصممون على أنك أن تضيء شمعة خير من أن تسب الظلام –هدا المناضل-يعرض خدماته على هيأة الصديق لشغل وكالة لائحة حزبهم، إذا ما وصلت مفاوضات ترشحيه في تنظيمه للباب المسدود،وأن الاتجاه في التنظيم يسير نحو قبول خدمات رفيقنا،الذي أكد لهم تعدد أتباعه،وأن مسألة العتبة معه هي تحصيل حاصل، أو قد يقبلون خدمات منافس أوتي من النعمة ما أوتي...قلت في نفسي إن هده الأمور، هي ربما عادية عند رفاقنا الدين لهم كتابهم،لا شك أنهم يدونون به كل كبيرة وصغيرة،إلا أنني ارتعبت أيضا لأنه "حسي مسي" اندس بين الرفاق كل ما أصبح قابلا لإثبات مقولة "أولاد عبد الواحد كاع واحد"،بالنسبة لعامة الناس،وكل ما أصبح قابلا لأن يصيب بالغثيان كل من لا يزال يحلم بغد مشرق،وكل من لا يزال يعتقد فعلا أن إشعال شمعة خير من أن نسب الظلام . الفصل الثالث وقبل دخول الانتخابات مرحلة الحسم،وفي عز المشاورات،واتقاد الحماس،ثلاثة أطراف يسارية تدخل في مشاورات مارطونية يطبعها الكثير من شد الأعصاب،الكل يعرف أن لإخوة... أعداء،المسألة يحكمها مند البداية خياران خيار شوفيني ضيق يعطي فيه كل طرف لنفسه أكثر مما له فعليا وواقعا،وخيار،المضحك المبكي فيه،هو تحديدا رغبة استئصال هدا الداء،وتقوية ضعف يدارى بما لم يعد مستساغا من حنين أهل الكهف لفترة ما قبل نومهم العميق ...والأشد إضحاكا وإبكاء،أن تتم كل المشاورات داخل الخيار الشوفيني الضيق،الذي وحده فعليا كان سبب انفصام تحالف كان واعدا،والأشد إيلاما أن يقترح عليك طرف تحمل تكاليف الحملة مقابل الوكالة،والأفظع أن يتذرع طرف بتحفظ هو حق أريد به باطل،والأكثر مدعاة للسخرية أن يتمكن شخصان أو ثلاثة من طرف، من جر تنظيم بكامله كي ينساق للولاء لشخص،وليس لقوانين التنظيم الضابطة،وإن اقتضى الأمر نسف تحالف كان واعدا أولا،ثم تفجير التنظيم ثانيا إن اقتضى الأمر.والسريالي المستعصي عن الفهم أن تقلب الهزيمة انتصارا،وتتم الدعوة للاحتفال بما تم تحصيله . نهاية العرض وإسدال الستار ضحكت كثيرا لحكمة "حكيم" قذف به قدره مبكرا بينهم،ما قبل إشعال أول شمعة،وظل صامدا،ربما سره وسر صموده،ليونة عظمه،تتمكن من الانعطاف بسهولة لتمر الرياح العاصفة،ويسنده في دلك خاسر ربحه في خسارته،قال الحكيم معلقا تقريبا على كل الفصول السابقة،وإن لم يطلع عليها: مالك...آش بغيتي،شخصان شربا معنا قهوة،وفي اليوم الموالي،أحدهما أصبح مسئولا حزبيا وطنيا في قطاع،والآخر ،ودون عناء احتل مرتبة متقدمة من مراتب لائحة الترشيحات، وأنا وأمثالي بعد يوم 13 يونيه-وما 2012 ببعيد- سنحافظ لأمثال هؤلاء و أولائك على إطار عمل يخول لهم إعادة الكرة...فقد تصيب يوما. فيا ساكنة آسفي قولوا ليساريي مدينتكم ووطنكم: أطفئوا شمعتكم ومشعلكم ، وأنزلوا شراع سفينتكم وأحرقوا رسالتكم وأغلقوا كتابكم، ،وانثروا على قبور أهل الكهف الجدد ورودكم...ثم ناموا واستريحوا وأريحوا،ولتكونوا أهل كهف جدد،يغنيكم حديث الأجيال القادمة عن انتصاراتكم السابقة وبلائكم القديم،عن مجد آني يحتاج للكثير من نقد الذات...ولم لا جلدها...ولا تنسوا كلمة طيبة في حق لفيف قد يكون نهجُه نهجَ دون كيشوط في معاركه،ولكن الأكيد أنه الوحيد الدي لم يقم بعد بما قد يلام عليه...لحد الآن على الأقل.