تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان والمناضل الفلسطيني محمد بوليس ٫ الذي وافته المنية السنة الماضية بمدينة عمان ٫عن عمر يناهز 67 عاما، إثر مرض عضال لم يمهله طويلا. وكان المرحوم يحب مدينة أسفي ، حيث اعتبرها صغيرة في حجمها لكنها كبيرة بفنانيها ومثقفيها ونبل ساكنتها، ويصنف الفنانين المغاربة في الصف الثاني بعد العراقيين، ووصفهم بالعباقرة وأنهم قمة في الذكاء٫ لكون بعضهم لم يدرس فن التشكيل٫ لكن الفن يجري في شرايينه وتستهويك لوحاته الفني. ويصف المغرب بالمتفوق فنيا وثقافيا وأدبيا وإنسانيا ، وأنه وجد في المغاربة أفضل محتضن بعد حرمانه من بلده فلسطين، إذ أصدر الصهاينة قرارا يمنعه من ولوج الديار الفلسطينية ، كما تم نفيه إلى الأردن بعد تعذيبه والتنكيل به بوحشية . والفنان محمد بوليس سبق أن عرض عليه المرحوم ياسر عرفات وزارة الثقافة ورفضها ، وشارك بمجموعة من المعارض العربية والدولية ٫ حيث يتسابق عشاق اللوحات الزيتية على اقتناء أعماله، التي تتناول على الخصوص الطبيعة والأرض والمرأة٫ وتترجم العيش اليومي للإنسان العربي٫ وحاز على العديد من الجوائز العربية والدولية ، منها شهادة الملكة نور الحسين وميدالية ذهبية من الدكتور عدنان بدران بالأردن، وما لايعرفه الكثيرين هو كونه فنان كبير في النحث والتصوير, ويتميز بحبه الكبير للمغرب ملكا وشعبا . وكان يقول كلما حل بمدينة أسفي إن المغاربة هم من كان سببا في نجاحه في أوروبا، حيث رتبوا له أول معرض في ألمانيا الغربية الذي لقي نجاحا باهرا، وأشاد بالفنانين التشكيليين المغاربة وما تنتج أناملهم من منتوج جيد وجذاب. الراحل صدام حسين قال له في زيارة لمعرضه بالعراق ” إن البلد التي ليس فيها فنانون كبار ليس فيها سياسيون كبار ” ، فيما أكد له المرحوم ياسر عرفات أن ” الفنان من يقود الجماهير” . ويشتهر بوليس بصاحب اللوحة التي اشترى بثمنها قصرا بإحدى الدول، والذي أجمع النقاد أن لوحاته الفنية أبانت عن رؤية فنية تتعامل كثيرا مع ذكريات طفولتة في بيت لحم الفلسطينية، حيث ترعرع الفنان، وهي ذكريات مفعمة بالرموز والأحلام. وكان الفنان التشكيلي الراحل الذي خذل السكري قدمه وأدى الى بتر ساقه، كان يرسم بعفوية، ومحبا للناس والحياة ومثل الفن كل حياته…رحمة الله عليه