حسن أتلاغ دعا خبير الفن التشكيلي عصام محمد حلس إلى بناء حركة تشكيلية عربية تواكب الفن التشكيلي العالمي والاهتمام بالتربية الفنية، لأن الاقتصاد الوطني يبنى عليها، مشددا، في مداخلة له ضمن ندوة حول «الفن التشكيلي العربي»، نظمتها ودادية الأمل في الخزانة الجهوية لمدينة أسفي يوم الثلاثاء، 24 أبريل الأخير، على الاهتمام بالفن التشكيلي في روض الأطفال والحضانات والعمل على إحداث متاحف فنية ومعارض خاصة بالصغار. وتحدث الدكتور عصام عن رسالة وأهداف جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، التي يترأسها، والتي تأسست سنة 1984 في عهد الاحتلال الإسرائيلي وووجهت بعراقيل حالت دون أدائها دورها وتحقيق أهدافها واختارت المجابهة بالعلم وليس بالسلاح، وقال: «لقد هيأنا لأبناء غزة الظروف لتستوعب قدراتُهم ما يوجد في الساحة من تكنولوجيا، والفن التشكيلي يواجه هذا المتغير على المستوى النفسي والتربوي»، مضيفا في هذا السياق أن الجمعية أعارت اهتماما كبيرا للأطفال وتبنّت الموهوبين منهم على المستوى الإعدادي والابتدائي وتم تطوير الأبجدية التشكيلية و»أصبح أطفالنا يتمتعون بأسس التربية التشكيلية». وكان لهذا الفن التشكيلي الفلسطيني دور بارز في الحد من الأزمات النفسية للأطفال الفلسطينيين جراء الانعكاس السيكولوجي للأحداث عليهم، حسب قول المتحدث نفسه. وكانت للأستاذ كلمة مؤثرة حول قيدومة الفن التشكيلي في مدبنة أسفي زينب أجبار، حيث قال: «زرت بيتها وحبست دموعي للكنوز التي يتضمنها».. ودعا المسؤولين إلى «الالتفات إلى هذه الفنانة القديرة والعمل على تأسيس متاحف جهوية أو وطنية، لأنها ستقدم التجربة المغربية وتحقق التواصل مع الأجيال». وتحدثت الفنانة ومدرسة الفنون التشكيلية في غزة، فاتن فهمي موسى، عن واقع وآفاق تدريس التربية الفنية في غزة، قائلة: «إننا أحسن حالا في ميدان تعليم الفنون التشكيلية، رغم الحصار، والتربية الفنية مادة أساسية لدينا». وأضافت أنهم في غزة يعملون جاهدين من أجل الارتقاء بتعليم التربية الفنية، رغم ظروف الاحتلال، وأنه توجد في فلسطين جامعتان يتخرج منها الفنانون التشكيليون، و80 معلما في غزة يغطون المرحلة الإعدادية، ولغياب المتخصصين تتحول حصص الفنون التشكيلية إلى مواد أخرى. وأوضح الفنان الفلسطيني محمد بوليس أن المغاربة هم من كانوا وراء نجاحه في أوربا، حيث رتّبوا له أول معرض في ألمانياالغربية، والذي لقي نجاحا باهرا. وأشاد بوليس بالفنانين التشكيليين المغاربة و»بما تنتجه أناملهم من منتوج جيد وجذاب». وتحدث بوليس عما يحتفظ به من ذكريات مع بعض الحكام العرب عن حضور الفن التشكيلي في الأذهان. ويذكر في هذا الصدد أن صدام حسين قال له، في زيارة لمعرضه في العراق: «إن البلد التي ليس فيها فنانون كبار ليس فيها سياسيون كبار».. فيما قال له الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن «الفنان هو من يقود الجماهير»، مبرزا أن أهم شيء في الدولة هو الفن والإعلام. ويذكر أن الفنان محمد بوليس من مواليد 1950، سبق أن عرض عليه الراحل ياسر عرفات حقيبة وزارة الثقافة لكنه رفضها.. وشارك في مجموعة من المعارض العربية والدولية. وكان الاحتلال الاسرائيلي قد أصدر قرارا يمنع بوليس من ولوج الديار الفلسطينية، والذي لازال ساريا إلى الآن، كما تم نفيه إلى الأردن، بعد تعذيبه والتنكيل به بوحشية، وما زالت آثار الكسور في رأسه ويديه. ويشتهربوليس ب«صاحب اللوحة التي اشترى بثمنها قصرا في إحدى الدول».. فيما يعد محمد حلس أحد الخبراء العرب في تعليم الفنون التشكيلية، ويعمل حالياً خبيرا عاما في التربية الفنية و رئيس قسم إنتاج البرامج التعليمية والأفلام الوثائقية في مدارس وكالة هيئة الأممالمتحدة (UNRWA) غزة، وأسس جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في غزة سنة 1984 ومتحف التراث الشعبي الفلسطيني، برئاسة وكالة هيئة الأممالمتحدة «الأونروا» في غزة عام 1985، وهو من مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين في الضفة الغربية والقطاع وعضو الهيئة الإدارية لثلاث فترات متتالية. أما الأستاذة فاتن فهمي موسى فهي عضو الهيئة الإدارية لجمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومعلمة للفن التشكيلي وعضو لجنة التربية الفنية في مدارس وكالة الغوث الدولية في غزة.