عاد ‘عبد الاله بنكيران' للحديث عن التحالفات لتشكيل الحكومة بحسابات عدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها كل حزب، في الوقت الذي كان الملك محمد السادس قد وجه له تحذيراً خلال خطاب المسيرة الخضراء، لكون تشكيل الحكومة يجب أن يكون اعتماداً على برنامج واضح بعيداً عن مفهوم ‘توزيع الغنيمة الانتخابية'. و هاجم ‘بنكيران' في كلمة مصورة لاجتماع حزبي داخلي عمد الى بثها اليوم الاثنين 14 نونبر، عزيز أخنوش رئيس حزب ‘التجمع الوطني للأحرار' ساخراً من عدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. و قال ‘بنكيران' مستهزءاً من حزب ‘أخنوش' : ‘جبتي 37 مقعد مايمكنش ليك تفرض علي شي حاجة لحالا انت هو لي رئيس الحكومة، حنا را جبنا 125 مقعد'. و ينتظر متتبعون أن تتسبب كلمة ‘بنكيران' في تعثر جديد لمفاوضات تشكيل الحكومة، بعد الهجوم الذي شنه على ‘أخنوش' و قدمه للمغاربة و كأنه يبتز مقابل المشاركة في الحكومة. وكان الملك محمد السادس قد وجه في خطاب قوي رسالة واضحة لرئيس الحكومة المعين المشرف على التفروض مع بقية الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة قوية منسجمة قادرة على التفاعل مع الرهانات والتحديات الداخلية والخارجية. وقال الملك في خطابه : ‘إن المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة. غير أن الحكومة المقبلة، لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية. بل الحكومة هي برنامج واضح، وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية، وعلى رأسها إفريقيا حكومة قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية، في ما يخص الوفاء بالتزامات المغرب مع شركائه. الحكومة هي هيكلة فعالة ومنسجمة، تتلاءم مع البرنامج والأسبقيات. وهي كفاءات مؤهلة، باختصاصات قطاعية مضبوطة. وسأحرص على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة، طبقا لهذه المعايير، ووفق منهجية صارمة ولن أتسامح مع أي محاولة للخروج عنها. فالمغاربة ينتظرون من الحكومة المقبلة أن تكون في مستوى هذه المرحلة الحاسمة. شعبي العزيز، إننا نؤمن بأن ترسيخ المسار الديمقراطي والتنموي، وتعزيز سياستنا الإفريقية، يساهمان في تحصين الوحدة الوطنية والترابية.