أعلنت شركة “أرامكو السعودية” تشكيل مجلس أعلى جديد لها برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الشركة، التي تعد منتج النفط الرئيسي في البلاد، وأكبر شركة بترول في العالم، قالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، واطلع عليه مراسل وكالة “الأناضول”، إن المجلس الجديد “يتألف بحسب نظامه التأسيسي من عشرة أعضاء من بينهم خمسة من أعضاء مجلس الإدارة (القديم) ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية”. وكشف بيان أرامكو عن تفاصيل بخصوص الاجتماع السنوي للشركة في سول بكوريا الجنوبية، والذي عقد الأسبوع الماضي. وذكر البيان أن جدول أعمال الاجتماع تضمن إفادة موجزة من وزير البترول السعودي علي النعيمي “بشأن حل المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن وإنشاء المجلس الأعلى لشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)”. وفي وقت لاحق، عينت شركة ارامكو السعودية العملاقة رئيسا تنفيذيا بالوكالة للشركة، وذلك في اعقاب تعيين خالد الفالح وزيرا للصحة ضمن تعديل وزاري واسع في المملكة. وأعلنت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، تعيين أمين حسن الناصر “بالقيام بمهام رئيس شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) وكبير إدارييها التنفيذيين حتى إشعار آخر”. كانت قناة “العربية” – التي توصف بأنها مقربة من دوائر صنع القرار في المملكة – قالت في وقت سابق إن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (الذي يترأسه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان) وافق على رؤية ولي ولي العهد لإعادة هيكلة شركة “أرامكو السعودية”. وأوضحت القناة إن إعادة هيكلة “أرامكو السعودية” تضمن فصلها عن وزارة البترول. إعادة هيكلة “أرامكو ” سبق خطوات عدة مهدت لها أولها، في 29 يناير / كانون الثاني الماضي بحل المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن بموجب أمر ملكي، من بين 12 جهازا تم إلغائه، وحل محل بعضهم مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان. أيضا أصدر العاهل السعودي، الأربعاء الماضي، 25 أمرا ملكيا تضمن أحدها تعيين خالد الفالح، رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة “أرامكو السعودية”، وزيرا للصحة. و”أرامكو السعودية”، حسب موقعها على شبكة الإنترنت، هي شركة بترول عالمية متكاملة يعمل فيها 62 ألف موظف، وتعد رائدة الشركات الصناعية في السعودية، وأكبر شركة بترول في العالم. وتتولى الشركة إدارة أكبر احتياطيات نفطية تقليدية ثابتة في العالم، وتُعدّ أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم ومن كبار منتجي الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى المكانة البارزة التي تحتلها في قطاع التكرير والبتروكيميائيات. والسعودية أكبر مُصدر للنفط في العالم بنحو 7.6 مليون برميل يوميا، كما أن إنتاجها من النفط يقترب من 10 ملايين برميل يوميا، وطاقتها الاستيعابية بحدود 12.5 مليون برميل نفط يوميا. وقالت شركة “أرامكو السعودية”، منتج النفط الرئيسي في البلاد، في تقريرها السنوي لعام 2013، إنها تدير احتياطيات تقليدية من الزيت الخام تبلغ 260.2 بليون برميل، إلى جانب 288.4 تريليون قدم مكعبة قياسية من احتياطيات الغاز، وأنتجت 9.4 مليون برميل يوميا في 2013، وصدرت خلال هذا العام 2.5 مليار برميل من النفط الخام ذهب 53.8% منها إلى آسيا. وعين الملك سلمان، الأربعاء الماضي، نجله الأمير محمد بن سلمان، وليا لولي العهد. وبجانب هذا المنصب، فإن الأخير يتولى منصب وزير الدفاع، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (يتوقع أن يرسم السياسات الاقتصادية للمملكة)، قبل أن يصبح رئيسا للمجلس الأعلي لشركة “أرامكو السعودية”. وذاع صيت الأمير محمد مؤخرا على المستويين المحلي والدولي مع توليه منصب وزير الدفاع، ليصبح أول حفيد للملك عبد العزيز يتولى هذا المنصب، وأصغر من تولاه (30 عاما)، كما يدير حاليا في اليمن حربا لتحالف عربي، بقيادة السعودية، ضد مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثي) وحليفها الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح.