بتعيينه الأمير محمد بن نايف (55 عاما) وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد والذي يعتقد أنه في أوائل الثلاثينات حدد العاهل السعودي مسار ولاية العرش في المملكة لعقود قادمة وعزز فرع أسرته في الحكم. وقال التلفزيون السعودي فجر أمس الأربعاء إن الملك سلمان أعفى أخاه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس الوزراء. وقال التلفزيون إن الملك سلمان دعا لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد الجديدين في قصر الحكم أمس الأربعاء بعد صلاة العشاء. كما أعفى العاهل السعودي وزير الخارجية المخضرم الأمير سعود الفيصل من منصبه الذي يشغله منذ أكتوبر عام 1975 وعين عادل الجبير سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة وزيرا للخارجية، وهو أول شخص من خارج الأسرة الحاكمة يشغل هذا المنصب. وتجيء هذه التغييرات الواسعة النطاق في وقت اضطرابات غير مسبوقة تشهدها المنطقة بينما تحاول السعودية اجتياز المشهد الفوضوي الذي أعقب انتفاضات الربيع العربي وتخلت عن عقود من الدبلوماسية الهادئة بقيادتها حملة عسكرية في اليمن. وفي مرسوم نشرته وسائل الإعلام الرسمية قال الملك سلمان إنه يسير على خطى سلفه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في اختيار المرشحين الأنسب لشغل المناصب العليا في المملكة أكبر مصدري النفط في العالم. وقال الملك سلمان في المرسوم الذي نقلته وكالات الإعلام الرسمية إن قرار إعفاء أخيه غير الشقيق وتعيين الأمير محمد بن نايف خلفه وليا للعهد وتعيين ابنه وليا لولي العهد جاء بموافقة غالبية أعضاء هيئة البيعة. وعين الملك سلمان، الذي تولى عرش السعودية عقب وفاة الملك عبد الله في 23 يناير الماضي، وزير العمل السابق عادل الفقيه في منصب وزير الاقتصاد ومفرج الحقباني وزيرا جديدا للعمل. وولي العهد الجديد يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 2012 وقاد قوات الأمن في المملكة لعشر سنوات قبل ذلك وهي فترة قمع خلالها انتفاضة لتنظيم القاعدة في السعودية وعزز الروابط مع الولاياتالمتحدة. أما الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الجديد فقد صعد نجمه بسرعة بين نخبة الأسرة الحاكمة وانتقل من رئاسة ديوان والده ليصبح الثالث في ولاية العرش في المملكة. وإلى جانب تعيينه وزيرا للدفاع، وهو ما جعله أبرز وجه في حملة الرياض هذا الشهر في اليمن عمل أيضا كرئيس للديوان الملكي ورئيس للجنة هامة مختصة بالاقتصاد والتنمية. وجاء في المرسوم الملكي أيضا أن السويلم سيتولى رئاسة الديوان خلفا للأمير محمد بن سلمان. وعين سلمان بن عبد العزيز، أيضا، خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة آرامكو السعودية وزيرا للصحة ورئيسا لمجلس إدارة شركة النفط المملوكة للدولة في اكبر مصدر للخام في العالم. ولم يعلن على الفور اسم من سيحل محل الفالح في منصب الرئيس التنفيذي لارامكو والذي شغله منذ يناير كانون الثاني 2009 بعد 30 عاما من العمل في الشركة. ومنصب رئيس مجلس إدارة آرامكو كان يشغله وزير البترول علي النعمي وهو نفسه رئيس تنفيذي سابق للشركة والذي بقي في منصبه الوزاري الذي تولاه قبل 20 عاما. ولفترة طويلة اعتبر الفالح خلفا محتملا للنعيمي كوزير للنفط. وأنشأ الفالح أنشطة جديدة في آرامكو السعودية ووضع خططا لتوسيع تركيز الشركة ليشمل إلى جانب إنتاج الخام تعزيز دورها في إنتاج الغاز والكيماويات والمنتجات المكررة والطاقة المتجددة. ومن المنتظر أن يصدر هذا الأسبوع التقرير السنوي للشركة والذي يحدد انجازات آرامكو على مدى الاثني عشر شهرا الماضية.